(أرق )
كان جسدي ناصع البياض،أما رائحتي فعطرة ككل مرة! هيأت نفسي هكذا وبقيت أنتظر فموعد عودته من الخارج أصبح وشيكا، ولم يكن الطقس باردا في هذا المساء، مع ذلك كان جسدي الأبيض الحلو يرتجف مابين الحين والحين وقد عزوت ذلك لشدة اشتياقي لضماته العذبة. رحت أتطلع للسقف، للمروحة التي كانت تدور ببطء ممل،سكون مابعده سكون؛ لكنه هذه المرة تأخر أكثر من المعتاد، مرت دقائق وتلتها دقائق كثيرة وبالنهاية شعرت بالنعاس، كان سلطان النوم قد تسلل على غفلة مني وأخذ يداعب اجفاني فأستسلمت له بعد مقاومة لم تدم طويلا، وفيما كنت احلم أو هكذا ظننت إذا بباب الغرفة يفتح فيملأ جسده الفراغ.وشعرت أولا بأني مستيقظة تماما وبأن سلطان النوم فر من بين اجفاني إلى غير رجعة، ثم وأنا احدق إليه انتابتني رجفة جعلت كل جسدي يختض، فأشتهيت الظلام!كان يلذ لي احتضانه لجسدي في الظلام ولطالما غفونا هكذا عشرات المرات، أخذ يسير في الغرفة جيئة وذهابا مرات عدة،فأشعرني ذلك بدوار، لم يكن طبيعيا هذا المساء، حتى إن الأسى كان مرتسما بجلاء في ظلال عينيه، نظر لي فجأة، اقترب مني كأنما يريد افتراسي، لكنه ارتد عني وجلس عند حافة السرير غير بعيد عني. بقي جامدا هكذا لكنه مالبث أن وضع رأسه بين يديه،تذكر إن موعد تسديد أجرة الغرفة غدا وهو لايملك منها شيئا وقد باءت محاولته الاقتراض من بعض أصحابه بالفشل مما جعله يشعر بالتعاسة. سمعته يستغفر، لقد فعل ذلك كثيرا، نهض فجأة ثم بدأ يخلع ملابسه قطعة قطعة مما اشعرني بالنشوة، سار خطوات، اطفأ النور ثم عاد متحسسا طريقه في الظلام ومس جسدي فتأوهت!كنت مثارة جدا، استلقى ثم أخذ يتقلب، أما أنا فبقيت ساكنة كأنما الأمر لايعنيني، لكنه ما لبث أن استدار واحتضن جسدي بقوة كبيرة، ورغم قسوته وقسوة ذراعيه إلا أني شعرت بقشعريرة ،أخذ يتقلب بي على السرير، لم يكن مستقرا ولا ودودا هذه المرة، وفجأة جلس هاتفا تبا للأرق! انتزعني ومن ثم رمى بي في الظلام فأصطدم رأسي بالجدار، كنت وسادة!!!!
بقلم /رعد الإمارة
/العراق
/الخميس
في 2/8/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق