(عيد آخر )
في جيوبي كان ثمة أوراق نقدية،من مختلف الفئات وشتى الألوان!عندما صحوت قبل صياح الديك،في صبيحة اليوم الأول من أيام العيد، وارتديت أجمل مالدي من ثياب، مددت يدي أو بالأحرى اصابعي فمست تلك الأوراق المكدسة، لكن اصابعي هذه لم يطل مكوثها هناك في جيب البنطلون المظلم والممتلىء، إذ أنها سرعان ما خرجت خالية الوفاض وكأنها تسأل:لم يعد هناك اطفال، ولا حتى كبار، لاشقيقات ولا أم! طيب لمن ستمنح تلك النقود!؟وما الجدوى من فرحتك المبتورة هذه!!كان هذا حديث الأصابع لي أو ماتخيلته فحسب. لاحقا عندما احتضن الشارع شبه المعبد خطواتي، مددت يدي لا مرغما هذه المرة ولا متلهفا، قد تكون الصدفة هي من قادت هذه الحركة، وقد يكون لطبع في،لكن آه، سرعان ما انتزعت اصابعي نفسها من جيبي وكأن شيئا ما، قد لسعها!وعندما حدقت فيها وجدتها تنكمش على نفسها، ثم تنفتح فجأة كزهرة في صحراء مجدبة وإذا بها تهمس لي همسا حقيقيا وصادقا :ربما في عيد آخر!!!
بقلم/رعد الإمارة /العراق العراق في 13/8/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق