السبت، 7 سبتمبر 2019

ج10 من قصة {{زخات المطر}} للكاتب والشاعر العراقي القدير الاستاذ{{مقداد ناصر}}

نسمات الشوق تُوقِظُ الحنين
و تُزِيل الرمادَ من جمر الذكريات
و تُلِين القلوب القاسية
بعد أن تهدأ من ضجيج المشاعر من حولها
مشاعر أخذتها من برائتها
و سلبت عذرية عفويتها
فتمردت على الحقيقة
و أبهرها زيف خطف أبصارها
سرعان ما تلاشت زوابع فنجانها
و نضب سيل لمشاعر أحاطت بها
عادت بندم لنافذتها 
أحست بجسامة فقدها... 
عاد ماطرا  كعادته 
إلا انه لم يزر بلهفة نافذتها
مر مرور الكرام بها... 
رأته فبرقت عيناها و أشرق محياها 
و بلهفة قالت:
أهلاً بمن ملك الروح كلها 
فاحتوى طيبها و غفر صدها 
لا تسلوا القلوب أحبتها 
حتى إذا أُضْرِمَت النيران بداخلها 
فللقلب شؤون تشغله
و لكن لا تنسى من أسَرَها 
قال لها:
"و لم يشرع كعادته بعناقها" 
القلوب مأسورة بمن فتنها 
و استحكم كل شئ في أمرها 
لكن جرح القلب أشد مرارة 
و لا تفي الكلمات لتوقف نزفه
من هجر عش هو كان أحد أركانه
هُدِمَ ذاك العش و تناثرت أشلائه 
لا يجد الا أطلال تعزف بألم الحانه
لم يمت نبض الوفاء لك 
لكن ندبات من جراء سهامه.... 
قالت و الدمع اختلط بزخات مطره: 
ويحك ما اقساك و ما اقساني 
بدأت أنا و أكملت أنت بتفانِ 
لم تداوي الجرح، بل زدته بامعانِ 
نعم، سلوتُ و هجرتُ أجمل مكانِ 
خيرك للناس كلها ماطراً بإحسانِ 
أو ليس لي بقلبك بعض من حنانِ 
قال لها:
بلى، و كلي لك تواق بإدمانِ 
لأضمكَ و أحرق انفاساً هي لك 
و أطوي صفحةً من الأحزانِ... 
تعانقا كعادتهما و لا يعرفانِ 
هل تطول بحبهم الأزمانِ 
تلك هي سماحة هذه الزحاتِ
.... زخات المطر... 10
مقداد ناصر.. العراق... 6/9/2019
Mukdad   #اريج_الذكريات_السلسلة#

ليست هناك تعليقات: