نسمات الشوق تُوقِظُ الحنين
و تُزِيل الرمادَ من جمر الذكريات
و تُلِين القلوب القاسية
بعد أن تهدأ من ضجيج المشاعر من حولها
مشاعر أخذتها من برائتها
و سلبت عذرية عفويتها
فتمردت على الحقيقة
و أبهرها زيف خطف أبصارها
سرعان ما تلاشت زوابع فنجانها
و نضب سيل لمشاعر أحاطت بها
عادت بندم لنافذتها
أحست بجسامة فقدها...
عاد ماطرا كعادته
إلا انه لم يزر بلهفة نافذتها
مر مرور الكرام بها...
رأته فبرقت عيناها و أشرق محياها
و بلهفة قالت:
أهلاً بمن ملك الروح كلها
فاحتوى طيبها و غفر صدها
لا تسلوا القلوب أحبتها
حتى إذا أُضْرِمَت النيران بداخلها
فللقلب شؤون تشغله
و لكن لا تنسى من أسَرَها
قال لها:
"و لم يشرع كعادته بعناقها"
القلوب مأسورة بمن فتنها
و استحكم كل شئ في أمرها
لكن جرح القلب أشد مرارة
و لا تفي الكلمات لتوقف نزفه
من هجر عش هو كان أحد أركانه
هُدِمَ ذاك العش و تناثرت أشلائه
لا يجد الا أطلال تعزف بألم الحانه
لم يمت نبض الوفاء لك
لكن ندبات من جراء سهامه....
قالت و الدمع اختلط بزخات مطره:
ويحك ما اقساك و ما اقساني
بدأت أنا و أكملت أنت بتفانِ
لم تداوي الجرح، بل زدته بامعانِ
نعم، سلوتُ و هجرتُ أجمل مكانِ
خيرك للناس كلها ماطراً بإحسانِ
أو ليس لي بقلبك بعض من حنانِ
قال لها:
بلى، و كلي لك تواق بإدمانِ
لأضمكَ و أحرق انفاساً هي لك
و أطوي صفحةً من الأحزانِ...
تعانقا كعادتهما و لا يعرفانِ
هل تطول بحبهم الأزمانِ
تلك هي سماحة هذه الزحاتِ
.... زخات المطر... 10
مقداد ناصر.. العراق... 6/9/2019
Mukdad #اريج_الذكريات_السلسلة#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق