الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

قصة {{وردة ودمعة}} للكاتب العراقي القدير الأستاذ {{جاسم الشهواني}}

وردة ودمعة ... وسن
 ***************** 

 وسن الطفلة التعيسة ... 
هي تنظر للوجوه المبتسمة السعيدة وتتنهد بقوة ...
 نفس غاص عميقآ بداخل ذلك الجسد ... البريء .. 
 لتطلق بعد كل ذلك العمق بالتقاط الأنفاس زفيرآ ... 
لايكاد  يرتقي لمستوى سحبه .
 محطمة مكسورة الفؤاد قبل الجناح .
 وتلك الدمعة الدموية ...
  سقطت من قلبها قبل عينيها ... 
 ترقب الدرب بحسرة ... !!
 وكأنها تنتظر شيئاً ما .. ! سياتي من العدم..
من ذلك المدى البعيد،
 من الأقدار ليمنحها السعادة فقلبها الملائكي حزين ... 
وليمسح على رأسها بحنان . 
هي .. تبحث عن دفئها المفقود،
عن ذلك الفارس الذي يزورها كل ليلة في الأحلام
ذلك .. الفارس الذي ياتيها من العدم ليبدد ظلمة روحها البريئة
 وتلك القوائم التي تضرب الأرض بقوة لتثير
 وتخلف وراءها الغبار المتصاعد
 ليترجل فارس أحلامها عن جواده ويطبع قبلة على خدها الصغير
 وليضمها لصدره فتشعر بالدفء والحنان 
فقد طال أشتياقها لتلك اللمسة وذلك الحضن الدافىء ... 
صرخت ... وسن وقالت بصوت في حقد كبير ...
 كم ... أكرهك !! أيتها الاقدار ...  
لم حرمتني من حنان من كان سيكون سندي في حياتي هو ومتكئي وهو من كان سيحملني على الأكتاف بود ...
  أين أخفيته عني أريد والدي ...
 كل .. الأطفال ينعمون بحنان أبائهم الا أنا ... !! 
كم علي الانتظار والشوق قد اضناني
 حفظت كل تفاصيل الطرقات والحارات ولم أجد له أثر بكل محيطي قاسية القلب ... أنت . وأنا وسن ... 
 الضعيفة المكسورة الوجدان . 
عد ... ياوالدي فلم أعد اطيق صبرا 
هل ... طاب لك المقام بعيدآ عني ...؟؟ أنا ... أناديك ...
 لما ... لا تجبني؟؟ ألست أنت والدي ... ؟؟ 
حدثوني عنك كثيرآ .... وأكدوا لي بأنك كنت تحبني ... !!
 أن كنت تحبني ... فأقتل الأقدار وأكد لي .. بأنك مغوار
 وأخرق الثرى وصل .. قلبآ عشقك من غير لقاء ... !! 
بغيابك أنا لست طفلة ... !! بل أنا عجوز قد أكل الدهر عليها وشرب ... !! سأنتظرك ... ياوالدي العزيز وأنا ... واثقة بأنك ستلبي ندائي ... 
فابنتك وسن ... تعاني من الغربة والأنكسار ... !! 
وانا أعد إن هزمتك الاقدار ... 
 سأحبو حبواً لأصلك فأنا بعدك نكرة ياوالدي ... الغالي . 
سآتيك لتكفكف دمع عيني وسأحمل بيدي وردة عمري الذابلة لتعيد لها نضارتها وعطرها بوصلك . 
أحبك ... ياوالدي ... إبنتك ... وسن . 
 لن يشعر بهذه الكلمات ... ألا من عاشها . 

 بقلمي جاسم الشهواني

ليست هناك تعليقات: