جرح العراق..
براني فيك من ألمي احتراقُ
فجرحي مثلُ جرحِك يا عراقُ
وعندي فيك من جورِ الليالي
جروحٌ في فؤادي لا تطاقُ
فللويلات عندك منتهاها
خطوبٌ بينها أبدا سباقُ
أتيتُ إلى العراقِ ألمُّ جرحي
إلى بغدادَ يسبقني اشتياقُ
أتيت من الشآم قتيلَ بعدٍ
وقلبُ الصبُّ يقتلهُ الفراقُ
وهل ينسى المودّة ذو وفاءٍ
له في الضفة الأخرى رفاقُ
هنا من سالفِ الأزمانِ كنا
يضمُّ الشام والزورا عناقُ
ودجلةَ لو بكى بغدادَ يوماً
رأيتَ الدمعَ من بردى يُراقُ
أبعدَ مرارةِ الأيامِ تزهو
ويحلو في مرابعها مذاقُ
تمنّى الغادرونَ سقوط شعبٍ
وحضنُ الشعبِ أولهُ الوفاقُ
ومهما خيّمتْ فيك الليالي
وأحكمَ في معاصمك الوثاقُ
و أطفأ في الدياجي كلّ نجمٍ
غداً لا بد للفجر انعتاقُ
هنا يعلي الأبُاة صروحَ مجدٍ
لها في جبهة الشمس ائتلاقُ
إذا خطبَ الكرامةَ أيُّ حرّ
أنارَ الأرضَ من دمه صداقُ
أفاق النائمونَ بكلّ أرضٍ
ولكنَّ الأعاربَ ما أفاقوا
تلاقتْ من شعوبِ الأرضِ شتّى
ومن جمعوا الأخوّة ما تلاقوا
لقد صارَ التفرد مبتغاهم
وعند الجمعِ يجمعهمْ شقاقُ
وهذا العصرُ لا يحمي ضعيفا
فقد ساد التفرّدُ والنفاقُ
ومن ترك الحضارة وازدراها
سيعجزُهُ بآخرها اللحاق
إلى بغدادَ من وجعي سلامي
فكأسي من مواجعها دهاقُ
حمدوانا بدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق