الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

نص نثري بعنوان {{السلام المفقود }} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الاستاذة {{سهـــام محمـــد}}

السلام المفقود....

مااعذب الحروف حين تتهاطل من الأنامل...
لكن هل هي صادقة..؟
هل تعبر عما يجول بخاطرنا من صدق ؟؟
هل نمتلك الجرأة لنقول الصدق 
ذلك الصدق الروحي ..صدق مع الذات.....
..........
قال لي...
مَنْ تحبين أكثر أمكِ أم أبوكِ ؟؟؟
سكتُ لبرهة...أمي..نعم..أمي 
فهي نبع الحنان...و
وماذا؟؟؟  تَساءل...
وأمي...ونبع الحنان...
وماذا عن والدكِ ؟؟
صمتُ...عجزت عن الاجابة
سأعترف لك بشيء
كانت أمي محور حياتي وكان لها الدور بتفوقي بدراستي ونجاحي..ولكن 
...لكن ماذا ؟؟؟
عندما تقدم لي الشخص الذي كنت أتمناه رفضت لانه لا يناسبني لم تذكر لي السبب ولم اناقشها..استسلمت بكل خنوع...
ارتبطتُ  بالشخص الذي اختارته..هل كنتُ سعيدة؟؟
لاأدري..اجل..لاأدري 
كان انسانا طيبا جُلْ ما اقدر ان اقوله عنه...
كنت اسرع الى مضجعي بعد رقاده..
واسترسل في أحلام يقظتي
أُناجي حبيباً..أُحيكُ قصصاً
أُنجبُ اطفالا..
اُرافقُهُ في حفلاتٍ وسهراتٍ
ورحلات.. 
اتزينُ لهُ..ألبسُ أجمل ثيابي
أتهيأُ له ليلاً بأبهى زينتي
وأجمل قمصان نومي..
واحتضن الحُلُمَ وأنام..
أهرعُ لمهاتفة أمي...
أحدثها عن سعادتي المفترضة 
كان يرقص قلبها فرحا..وتنام ليلها رغدا..ويرتاح بالها سعادةً
......
واين والدكِ في مسيرة حياتكِ...؟؟
......
لمَ هذا الحزنُ القابعُ في عينيكِ ؟؟
كان دائماً يسألني 
كنت اتهرب من الإجابة 
كنتُ أجيد التمثيل والهروب
لم أتجرأ يوما على إخبار والدي عن تفاصيل حياتي...
الأب مقدس عندنا..
اباكم يتعب لاتزيدوا همّهِ وتعبهِ...
كان يفرح عندما نحادِثُه 
كان ينسى هَمَّهُ وتَعَبَه...
وتمضي السنون..
ويرحل زوجي ومن ثَمَّ والدتي..ويمرض والدي
لآخذه في كنفي وتحت رعايتي...
اكتشفتُ رجلاً آخر..
لم يكن رجلاً صَلِباً ولاقاسياً
كان رجلاً ودوداً طيباً
اكتشفت أنهُ إنسان رائع
اكتشفت عمرا ضاع مني شتاتاً..اكتشفتُ حُجُب غفلةٍ بيني وبين ابي
إكتشفتُ أنني كنتُ أُحبهُ
كثيراً...كثيراً..
خمس سنواتٍ أجمل سنين عمري واسعدها عشتها معه
كنا نواصل الكلام الليل بالنهار
كنت اقبل يديه وجبينه كل لحظة وحين
وها أنا أجُدُه فيكَ بطيبةِ قلبِكَ و اهتمامِكَ وخوفك 
بتجاعيد السنين وخطوط العمر النازف 
ببياض شعرك..
وها انا التجىء الى قلبك لأنعم ببعض السلام المفقود

سهـــام محمـــد

ليست هناك تعليقات: