السبت، 25 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{إلى من كان}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{عبير الناصرية}}

إلى من كان..
بعد ما قُتلت أحلامنا بخناجر النصيب..
وأصبح واقعنا هو البُعد!
بات التوِاصل بيننا أمرًا غاية الصعوبة..
واللقاء من الأمور المُستحيلة!
ولأن صوتي بعد الآن لايصلُ إليك، سأجتهدُ وأرتقي بأناملي وحروفي.. 
ليس حبًا في الإرتقاء والشهرة!
لكن لكي يتسنى ليَّ أخبارك عما يجولُ بخاطري بلا قيود..
شغفي بحروف كلماتي يُذكرني كثيرًا بأهتمامي بتفاصيلك.. أختياري للأفكار والكلمات لأُرتبها كا أنتقائي لتنسيق ملابسُنا سويًا..  
خلف معاناة الفُراق والأشتياق؛ سُيهديك الله مُتنفسًا كالكتابة..
في هذا النص رسَالة الى من كان ملاذي..
إلى الغائب، الذي لم أعد أعلم من أمرهُ شيئًا..
والوصول إليه لم يعد مُمكنًا!
الوقت يُشير الآن إلى الثانية والنصف من الفُراق..
وأنا أجلسُ في ذلك المكان الذي كان شاهدًا على كُل أحلامُنا..
عندما بدأتُ بالكتابة لك، هب لهيب حرارة كاد أن يحرُقني علمتُ حينها أن سبب ما وراء ذلك هو ماتحملهُ تلك الكلمات من نيران أشتياق..
-كيف حالك دوني؟
-هل عانيت من فراقي ؟ 
-هل مازلت تشاهد صورتي؟
-هل مازالت حرفي الأربعة على شفتيك؟
-هل مازال طيفي يُداهمك ليلاً ام تلاشى؟
أود أن ابوح لك شيئًا ما..
قبل أيام فتحت الحقيبة التي كانت هدية منك والتي أحتوى داخلُها كُل اشيائك..
أستخرجت منها أول رسالة  كتبتها بخط يدك..(هل تحبيني؟أعدكِ لن أتخلى عنكِ ولن انساكِ ابدًا)! 
تذكرت حينها حتى رعشت يداك عندما أعطيتني الرسالة.. آلمتني حينها الذكريات كثيرًا..
ضغطت بيداي على رأسي بقوة أُحاول ان أسلخ كُل ذلك...
لايوجد شخص مُحطم وعاشق للُعزلة بلا سبب يا عزيزي! حتماً هنالك خيبة وراء كُل هذا الحطام...
هل تعلم أنك السبب لعشقي للعزلة؟
أيها الحظ، أيها القدر، قف معيّ ولو مرة.. 
فقد أجرمتم بحقي كثيرًا!
أقتطفتُم مني ثمار تعبً دام أربعة أعوام..
وما بين الحُب والحرب 
أحلام أغتالتها الأقدار!
وخلف كُل كلمة قسمة ونصيب
قصص عشق باءت بالفشل!
✍عبير الناصرية

ليست هناك تعليقات: