الجمعة، 17 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{ ضفاف الغياب }} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{زهراء محمد}}

ضفاف الغياب 
لا أعلم 
لكن تراودني نوبة من الحنين ونوبة من الكلمات تغزوني  الدموع على مسرح الصفحات البيضاء لتكتب مشاعر العتاب لكِ لتملي الصفحة بقصيدة  بكائية او نص يتكلم عنكِ بحروفًا مُبعثرة . أكُتبكِ لأنكِ كُنَتْ الحياة، الجوء ، الوطن ، الدعاء كل شيء يجعلني أتنفس من بزوغ الفجر الى طلوع الشمس . 
لكن حين أخبرتني عن ترككِ لقلبي وحدتي ومؤاساتي  شعرت أنني حقًا نُفيت من الدنيا وليس الوطن . 
كُنت مثل الفراشة تتطاير على سطور ربيعية 
تفتح فصلها بالعبارات والخواطر والكلمات مثل تفتُح البراعم الناعمة واوراق الربيع الزهرية الى أن جاء الخريف أصبحت مشاعري وروحي مثل اوراق الخريف الصفراء المتساقطة .و حينما اصبح الوصال بيننا مقطوع بالشعور 
عرفت أن بئر الحياة لم يكن عميق وان حبل الرجاء بمشاعرنا كان قصير . حقًا تدهشني لحظة عبوركِ اصبحتٌ وحيدة تمامًا مثل اقليم في جزيرة منسية على ضفاف الغياب نُفيت بعد ما كان صدركِ مأوى حينما تضيق الحياة حينما تتراكم الاحزان وتصبح كتلة من الالم. كُنتِ 
تلوحي 
تركضي نحوي 
وتمري من قلبي ب حكايات واحداث سياسية وتدهور الاقتصاد واخبار وعناوين اخرى 
كنت حينما اركض اليكِ حافية المواعيد مثل مريض تسعفين  قلبه الجريح في لحظة الطوارئ 
أصبحت بلا احد في شوارع الاحزان وشناشيل  ذكرياتنا.   
لا زلت ارقد عند ادراج الغياب عصفت قلبي بالسكوت بالدهشة بالوحدة . 
باتت الغيوم رمادية داكنة اللون تسقط ثلوجًا بمشاعري وباتت روحي مثل صقيع الشتاء 
منذ تلك الامسية الرثة البالية .  تستهويني السماء 
ب شمسها ب غيومها ب  نجومها ب قمرها ب فضائها الغامض الواسع . 
أتجول بيني وبيني باحثة عن لحظة لجوء آوي اليها ك شعاع شمس يدخل الى نافذة قلبي وربما  هدوء قمر يأوي عُزلتي وتحضن أفكاري و رزنامة ذكرياتنا لكن    مجددًا  اعود  الى اوقات الغياب ودهاليز الضياع .  كيف عساي أن اخبركِ عن فتات الامل هنا بيدي لكلينا  الم نتعهد ان نضم روحنا عند الالم و نمسك قلبنا معًا وتتعانق  مشاعرنا بالحب . الكثير من العتاب والكثير من الصمت 
أسيرة وحدتي وصديقة الحزن و أرضي هو الصمت وعزائي اللون السماء 
لقد بلغت من الصمت عتيًا ومن الوحدة رفيقًا 
سأحاول النهوض مجددًا من الجَّراح 
واعود مع أملي الصغير أن 
أحلم .. أقاوم .. وأقاتلَ .. حتى اخر نفس من عمري 
على ان لا يعيش قلبي مثل المومياء  
وان احرص أن لا يتخلل الى حلمي قطرة الم سوداء وخذلان   الاصدقاء  او ان اصاب بنزلة حنين واشتياق .

الكاتبة 
زهراء محمد 
العراق 
2020/1/17

ليست هناك تعليقات: