السبت، 11 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{ذكرياتٌ صفراء}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الاستاذة {{ أزهار علي}}

ذكرياتٌ صفراء
جلستُ أراقبُ ذكريات وخيالات وقصصٍ تحيط بي كالقرين الذي لا يفتأ صاحبهُ، أرقِدُ مُنزويةً بغرفتي الخالية من الذكريات وكأني منفيةٌ عن وطني الذي احتضنني لثلاثين عاماً تجرعتُ بها العلقلمِ والمسك فجاء يوم الفراق الذي عصر أوردتي وأثقل رئتاي ونهش قِواي وأشعل فؤداي بجمر الأشتياق حين وفاة زوجي وآهٌ على فقدانه أذبل زهر سنيني وأبدل شهد ايامي لحنظل الأيام  
حان وقت العودة لداري وأتشبع بعطر ذكرياتي التي أحال الدهر بها ، أخرجت عنها عنوةً دون رغبةً.
بتُ اسيرة ايامي الخوالي لقبتُ حينها بمجنونة، إكتسيتُ عبائتي و اصطحبت معي ألبوم صورٍ عتقتها الأيام حين مات ملتقطها.
أجرُ خطاي بإفك النهار بوقتٍ يغط به فلذة كبدي ورياعينهِ بنومٍ عميق ، سحبتني قدماي بطرقاتٍ خالية أمام منزل اصفر مفعم بـ غبار الايام استوقفتني أمامه أخرجتُ مفتاحي الذي أرتديه كعقدٌ يزين عنقي ودورته في قفل الباب وكلي أملاً أني سأجده أمامي واقفاً ينتظر قدومي يخبئني بين يديه لكن لم أجد سوى التربان التي توثق أثار الأقدام  وفضلات الحيوانات وأوراق الشجر المتساقط وزجاج المطبخ المكسر، تمنيت ان اجده داخل المنزل مسطحٌ على تخت زواجنا اسرعتُ تجاهها لم أجد سوى صورهِ معلقة على الحيطان و أخفت ملامحه الغبار أنتزعتهم من على المسامير مسحتُ الغبار بكم ثوبي ويحك أيها التربان كيف تجرأين تلطيخ ملامحهِ ببشاعتك 
الم تشبعي من احتضان جثمانه الطاهر اتركي لي صوره لي احتضنها أنا وأهتم بها أنا أرحم عليها منك لم افتتها وأنتزع جمالها كما فعلتِ انتِ به اتركيها لي حين تحضنينا معاً في حفرتي فوالله ضقتُ ذزعاً لفقدانه ، سرت انظف المنزل وأحاكي ذكرياتي واعاتب التربان الجائزة حتى وصلت لباب فناء المنزل أرش الماء بعد جسده الذي خرج محمولاً على أكتاف أربع شباب وألحان المشيعين ( لا أله إلا الله) أملاً بأن يرجع على قدميه ويشعل اضواء الفرح لهذا المنزل أتممت رش الماء مع الذكرى التي اختطفتني وبدأت عيني تزغلل حتى انطفأت . 
ازهار علي✍🏻

ليست هناك تعليقات: