السبت، 18 يناير 2020

نص نثري بعنوان {{ سكون }} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ {{ جاسم الشهواني }}

سكون

يحيط بي ضجيج كبير
يسلبني تأملي وصفائي .. وكأنني على ظهر مركب وجن جنون الريح والبحر معآ .
تبعثرني الريح وتمزق أشرعتي وتكاد تحرفني عن مساري .
وذلك البحر يغتر بنفسه وينافس الريح ليزيد من عذابي ، يلطمني موجه بقوة
لاثبات لأشيائي .
والغيم الداكن فوقي يتكاتف ليعزل نور
الشمس عني .
وأنا .. الإنسان الضعيف بين جبابرة تتلاعب
بمقدراتي .
ضجيج يحيط بي من كل أتجاه فوقي تحتي .. وأنا مستلم بالكامل لما ستؤال اليه
نهايتي .
تقطعت حبال الوصل بيني وبين الحياة والسكون بات حلم الأحلام .
جبال من موج لونه من لون عباءة الليل
القاتم تشخص أمامي ، وريح تكاد ترفعني
لأبلغ السماء ورعد وبرق يخطف بصري
ويسلب عقلي .
هي .. ملحمة الصمود والبقاء ، صراع بين
قوى لتثبت جدارتاه من هو الأقوى والضحية .. أنا وزورقي الخشبي .
مالي أرى قد تكالب علي الأقدار ، لاقبل لي بها لأمقاومها ، هرج ومرج وتغيرت الألوان والأشكال وضاقت علي الفضاءات بما رحب وجثمت على صدري وأطبقت الأضلاع .
تمسكت بعروة الله التي لا أنفصام لها وناشدت الله النجاة .
إستعنت بالدعاء .. لأبلغ شاطئ الأمان .
وعلى حين غرة .. كما بدأ الجنون وظهر
من العدم .. توقف كل ذلك الصخب والجنون الامنطقي .
إنسابت الأمواج بود وقبلت زورقي الخائف
تفرقت الغيوم الحاقدة وحملتها معها ريح لاتعرف الرحمة .. لتشرق الشمس على قلبي
المرتجف ، ويطيب لأنفاسي هبوب النسيم
عم .. السكون وهدء النبض المتسارع وإلتقطت أنفاسي المهاجرة .
لأمسح بيدي أثار ذلك الجنون الغير مبرر
والامنطقي ، رذاذ ماء يغطي وجهي ودمع سال من عيني على وجنتي وعرق جبين من تساقط من شدة الخوف .
ليمتزجوا على بشرتي ليولد نهر الرعب الصاخب .
في جنون اللحظة كل شئ وارد .. !
لاح لي في ذلك المدى البعيد شاطئ الأمان والسلام .. ليرسوا زورقي المرعوب
سكون غريب إقشعر له جسدي .
بعد كل ذلك الصخب ألمس الأمان وتوقفت
كل تلك الأصوات .. لتسيد الموقف ماكنت أصبوا اليه .. السكون ، كم أنا بحاجة لك ياغائبي .. ؟
                           سكون

كتبتها للعقول ... الراقية
                                              الكاتب
                                      جاسم الشهواني
                                              العراق
                                     18 / 1 / 2020

ليست هناك تعليقات: