يا فارس العلم
أنفقتَ دهرَك في كدٍّ وفي تعبِ
يازارعَ العلمِ والأخلاقِ والأدبِ
يامَنْ أنرتَ بنورِ العلمِ ظلمتَنا
حتى غفونا بعينِ الشمسِ والهدبِ
يامن أرقتَ وعينُ الليلِ غافيةٌ
سعياً لبحثٍ عن الأذهان في حُجُبِ
نحوَ الحياةِ كجسرٍ أنتَ نعبرُهُ
من وحشةِ القبرِ والآلامِ والوصَبِ
أفرغتَ صبراً على الأرواحِ إذ جزعَتْ
حتى استساغتْ مذاقَ المرً في الكتبِ
يا مَشرِقَ الشّمسِ يا سرّاً يحيّرني
إن الرسالةَ لم تُعطَ سوى لِنَبي
إذا عطفتَ فأمي في مودتها
ولو غضبتَ فذا لغيرة ٍ كأبي
كظمتَ غيظَك من ذي همّةٍ وهنَتْ
من قال يوماً بأن العلمَ بالغضَبِ
يالَلكلامِ رحيقِ الزهرِ من عسلٍ
أما اللسانُ فمن تبرٍ ومن ذهبِ
كالشّمعِ أنت ينيرُ مَن يقاربُه
يبكي ضياءً فلا يشكو من اللّهبِ
فما السعادةُ إلا قفوُ مسألةٍ
أوضجعةُ الجفنِ بعد الّلأيِ والنّصبِ
ذاك الطبيبُ و ذاك العالمُ الفطِنُ
لولا سناك لما عادا بذي الرتب
لولاك ما وطأت أحلامُنا قمراً
ولا وصلنا بذي الأبراج للسُّحبِ
يا فارسَ العلمِ إن الجهلَ مُنهزِمٌ
يجرُّ خيبتَه زحفاً على الرُّكبِ
فارفعْ لواءَك نحوَ الشمسِ تنكزُها
بذا اليراعِ وأخبرْها عن النّسبِ
فالأرضُ تزهو بنورِ العلمِ من قلمٍ
أما السماءُ فنورُ الشمسِ والشُّهبِ
إنّ الحياة كحرب سوف نكسبها
بسطوةِ العلمِ لا بالسّيفِ والنّشبِ
خالد الحسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق