زوبعة كورونا في عصرنا الحالي
يكويني سفر أرواحنا الدفينة بكلِّ زوايا من زاوية حياتنا، نحن تحجّرنا روحيًا نفسيًا كونيًا ،الكون بأكملهِ توقّف، لو نقف برهة ونفكٍر بما يجري في هذا العالم سنرى أن الحياة ذابلة غير حية مُميتة منضربة مقذوفة من كلِّ الجهات بشيء اسمه اللاوجودية
يا للدهشة حياتنا الآنية تبيّن كم أننا متلاحمين في هذا الوضع لكنّنا فانين هل شعرتم أو أحسستم كأننا في برطمان زجاجي مغلق أم في حياة ما، تشبه ما يسموه البرزخ!! لا هي موت حقيقي ولا بُعثنا كسائر الأموات ماهذا يا تُرى؟ هل أمعنتم النظر بأنفسكم ما الذي جرى لنا مانحن به الآن ؟
هل جميعنا مكبّلين ؟ هل نستمتع بأحداث هذه السلطنة يا أيّها الناس عودوا إلى رشدكم
إن الله بعث لنا مردوده السماوي، ليبين لنا أنه هو من حكم علينا بقبضته العسيرة ،
جعلنا نتحجّر كمنحوتات لا نتساير كما الخلق، لا نتحرك كما كنا، أصبحنا كالتماثيل حتى أنفسنا باتت تبرأ من روحنا،
آآآه ماهذا الملل الفضيع ؟
آآآه ماذا حلَّ بنا اخبروني أجيبوني؟
أنا سأخمّن وأجيبكم بيقيني ها أنا أقولُ لكم، إنها رسالة مبعوثة من الرب يقول ما يدهشكم بأنكم (غافلين ، مهملين ، ساهيّن )
نسينا من الحاكم الأعلى ،نسينا أنّ الداء منه والشفاء مرصده ،
فكيف نغفل عن ذلك، لم ندرك أنّ هذا المخلوق مايسمونه (الخفاش او الوطواط )
ليس هو سبب هذا الداء بل الأمر مقضي وعلينا أن نتقبّل ذلك و نفقه ونستدركه بكلِّ مداركنا العقلية والروحية وتدار علينا العِبر ولم نأخذ العِبر أيّها الناس بتنا في زمن التشتّت والتبعثر والتلاشي
أيّها الناس بتنا في زمن النسيان وعدم الإيمان وفعل الأوثان
أيّها الناس بتنا في بركة الزجر والغدر والتنمّر
زماننا ليس بزمن الأناس الأخيار لا بل امتلأ الكون بأرواح الأشرار
وأصبحوا يبتكرون لأنفسهم أفخر الأدوار ويختارون لسيماهم ولنفوسهم
نعم تفشي هذا الجائحة العالمية يقولون أنها تُدعى (( ڤايروس كورونا )) وإنها مرض فتّاك يفتك البشرية برمتها ومازلنا نتغابى عليها ولا نأخذها بمحمل الجدية لم نصارع لنقضي عليه بأنفسنا
هذه الظاهرة لم نفكر بها من قبل أن تقضي علينا بطرق إيدلوجية لكن باتت البشرية في توحد واصطفوا في محورهم الساكن الذي هو منزلهم لا صحبة لا التقاء لا اجتماع باتت الحياة برهبة لكن الإنسان أناني لا يعلم ماهي المحن وماهي المصائب وماهو الطالح والفالح كأنه يلعب بلعبة الشطرنج والخسارة النهائية له
لا شك أنه لا يفكر بالعواقب ولا يتحمل المسؤولية كل ما اقترفه ويوقع كلّ مخلفاته وحقارته للمخلوقات أو سائر الحيوانات كأنه إله حاشا لله العلي الأعظم لهذا حياتنا مربكة
كأننا بزوبعة لا مفر منها كأنّ الله يسترجع ذاكرتنا بعبراته المذكورة في الصحف المباركة كما يذكر في قوله الكريم في الآيتين المباركتين ""وجعلنا لكلِّ شيئا سببا ""
"" أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ""
على الانسان أن يأخذ العبرة وأن يحصّن نفسه بربهِ ولا يفكّر كيف يقضي على هذه الجائحة القذرة مايسمى بفيروس الكورونا علينا أن نتشبّث بوثاق إيماننا الروحي وأن نتحلّى بالصبر وأن نردعه بيقيننا وأننا مثلما مررنا بالمصاعب والمطبات وسائر الضغوطات في حياتنا سنمرر هذه الزلزلة أيضا ولا ننسى أننا بزلزلة عظمى ونستأجر على ذلك حتما ونرميها في خانة النسيان لأنها أمرًا مؤقتا وسيداهمننا كثرة التفكر به فلنسير بخطى مسبقة وصحيحة ونخطط لحياتنا هدفا ونجاحات متتالية ونور مشرق وأنا على يقين ما نقوله فليكن ذلك ودمتم بحفظ الباري عز وجلّ.
3-4-2020 ابريل
4:11ص يوم الجمعة
بقلم پرشنگ أسعد الصالحي✍️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق