الجمعة، 1 مايو 2020

قصة قصيرة بعنوان {{بجانب النافذة}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة{{حور القيسي}}

بجانب النافذة، في غرفةٍ يغلبها اللون الأبيض البغيض،
زقزقة العصافير، أشعة الشمس التي لاحت على ملامحي الذابلة منَ الحُزن،
استدرت ، 
لسريرٍ أبيض ذو مفارش مريحة تحوي جسد عاشقي، جسد من توسدتُ إحضانه لليالي ،
اقتربت منه بعجز، ملامحه المستكينة والتي رغمَ شحوبها لم تخفي فتنته،
اغمضتُ عيني لأدع يدي تكتشف ملامحه التي سأفقدها عمّا قريب، يا ويلَ قلبي،
سمعتُ همسه فنظرتُ لعينيه ،
تراجعت بوجع، لا استطيع النظر وفيهما لمحة وداع،
عاد همسه بخفوت :- تعالي،
وقفتُ متصنمة مكاني،.... عاد يقول بابتسامة عاشقة متألمة :- تعالي صغيرتي،
خطوتُ بقربه فدنوتُ منه، بخفوتٍ قال:- بقربي،....
لجأت إليه، بقربه على السرير،....
رأسي على قلبه ، قبلني بحرارة على جبهتي ونطق قوله الّذي لا يزال يُلازمني:- كوني بخير يا مُعذبتي، لا تتألمي ودعي الماضي منسيا،
تشبثتُ بهِ بقوة ولتتواصل لمسامعي ،... لا شيء،
توقفَ قلبه، توقف قلبه وتوقفت حياتي، مرغتُ نفسي بصدره وأنا أصرخ صرخات مكتومة، صرخات عاشقة فقدت روحها،
رفعتُ رأسي لأرى وجهه ،مات!!، مات!!!،
إلهي ،...إلهي ؛ رُحماك،
وبعد ساعات،
ها أنا ذي أغطي ملامحه بالتراب،.....
أودعه بصرخة وصلت مسامع السماء قبلَ الأرض بآه،
جثوتُ بقربه أندب عشقي ومعشوقي، أندب القلب الّذي سكنَ القبر،
قبلتُ شاهدَ قبره وودعته بآخر ما استطاعت شفتاي قوله:- وداعًا حبيبي، وداعًا.

#حور_القيسي
#ديالى_العراق

ليست هناك تعليقات: