الاثنين، 11 مايو 2020

قصيدة {{رثاء فقيد غال}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ {{حامد الشاعر}}

تلقيت ببالغ الحزن و الأسى نبأ وفاة والد صديق الطفولة والدراسة حسن الشملال و أثر هذا المصاب الجلل على نفسيتي كثيرا فوالده كان بمثابة والد لي و داره كانت مفتوحة أمامي و أسرة صديقي العزيز والغالي حسن الشملال أسرة كريمة و عظيمة و أهله أهل علم و حلم و كرم
نظمت هذه القصيدة لأبقي ذكراه مؤبدا و تكلمت في هذه القصيدة عن رحيل والد لي و كلي دعاء له أن يتغمده الله برحمته و يسكنه الفردوس الأعلى آمين
رثاء فقيد غال

هذا الفقيد عيون الشعر تنعيه ــــــــــ في كل حرف أمام الدهر ترثيه
هذا الشهيد بدمع العين أبكيه ــــــــــ و القلب دمعي الذي قد سال يسقيه
ربي على حبه الفردوس أسكنه ـــــــــــ ما شاء منه نعيم الخلد يعطيه
مأساة قلبي لوجه البدر أذكرها ـــــــــــ من ذا بها محنة الآلام ينسيه
خرت قواي و هذا الحزن يضعفها ـــــــــــ من ذا سوى صبره قلبي يقويه
،،،،،،،،،،
عليه فاتحة القرآن أقرأها ــــــــــ في كل خاتمة بالدمع أبكيه
تغمد الله والدي برحمته ـــــــــــ يعطيه جنته العليا و يأويه
قد كنت جنته قلبي يراك إذا ـــــــــــ يشتاق يا والدي بالورد ترميه
و الخير فيه بحب كنت تنشره ـــــــــــ و الحب في نبضه دينا تسميه
و دائما كنت في الأيام تسعده ـــــــــــ لكن أتاه بلاء الموت يشقيه
،،،،،،،،،،،
الشمس غابت نهاري فيه ما طلعت ـــــــــــ قد مات لي قمر في الليل أنعيه
نور العيون أراك القلب ظلمته ـــــــــــ تمحو بسحر جميل الوجه تأتيه
قد صرت سيده قد كنت مرشده ــــــــــ إذا يضل لدرب الرب تهديه
يحبك القلب في سلواه يا أبتي ـــــــــــ رضاك عن كلها دنياه يكفيه
أرثيك بالشعر هذا الموت يفجعني ـــــــــــ و الشعر يا أبتي إليك أهديه
،،،،،،،،،،
منها بليل طويل القد فاجعتي ـــــــــــ من ذا سواه فؤادي الرب يحميه
أنت الحبيب الذي يبقي محبته ـــــــــــ و الحب عن غيره في الدرب يغنيه
أنت الذي إن ضنى بالحب تشفيه ـــــــــــ قد كنت بالروح في الأهوال تفديه
كنت الطبيب المداوي في هواه له ـــــــــــ إن يمرض القلب بالقرآن ترقيه
فيك الجمال أراه اليوم مكتملا ـــــــــــ ما زال ذاك الجمال الحلو يسبيه
،،،،،،،،،
كالطفل في مهده قلبي الحزين بكى ـــــــــــ و الحزن في عيشه كالموت يأذيه
تحيى بروحي و لن أنساك ذكرك في ــــــــــ قلبي إلى أخر الأيام أبقيه
يهواك قلبي و عين القلب باكية ـــــــــــ أبيع عمري فداك الموت أشريه
أطيع من قد أحب القلب حكمته ــــــــــــ فما أنا في صروف الدهر أعصيه
و البِر يبقى و نحو البَر يرسيه ـــــــــــ كالفلك من أوجه الطوفان ينجيه
،،،،،،،،،
هذا الفراق كعود القلب يكسره ـــــــــــ و الموت منه إلى أقصاه يدنيه
و الحزن يرهبه بالسيف يضربه ـــــــــــ هذا البلاء الذي قد صار يفنيه
و الحزن أظهر في قولي ملامحه ـــــــــــ و الجرح عن أعين في الروح أخفيه
ما عاد يخدعه دنياه بهرجها ـــــــــــ لا شيء في العيش بعد اليوم يغريه
قد تاب من ذنبه من بعد فتنته ـــــــــــ ولم يعد في الهوى الشيطان يغويه
،،،،،،،،،
هذا الفراق دروسا القلب علمه ـــــــــــ كل المصائب في الأزمان تدميه
أشم عطرك في قلبي و أعصره ـــــــــــ والبعد يقتله و الشوق يحييه
من يتقي الله في الدنيا بجنته ـــــــــــ يا أيها القلب في أخراه يجزيه
في جنة الخلد أن ألقاه لي أمل ـــــــــــ هذا الفراق الذي قد صار يضنيه
هذا الفقيد دروس الحب علمني ـــــــــــ والقلب يدمى سواه الحب يشفيه
،،،،،،،،،
و البدر في الليلة الظلماء نفقده ـــــــــــ من ذا على بره إن تاه يرسيه
للقلب عين ترى كل الحوادث إن ـــــــــــ يبكي كثيرا هي الأحزان تعميه
و سوف أبقى طوال الدهر أبكيه ـــــــــــ و الهم في عرضها دنياه أشكيه
و سوف أبقى طوال العمر أرثيه ـــــــــــ والوصل في جنة الفردوس أبغيه
شعري إلى أسرة الشملال أهديه ـــــــــــ نعيي على أوجه الأزمان أبديه
،،،،،،،،،،
الشاعر حامد الشاعر
الصورة لصديقي حسن الشملال و والده الفقيد الغالي

ليست هناك تعليقات: