السبت، 6 يونيو 2020

نص نثري بعنوان {{اريد أن اكتب}} بقلم الشاعرة المغربية القديرة الأستاذة {{حياة مصباح}}

اريد أن اكتب....

عن قصيدة اغتصبت سفر الجسد 
 خرجتْ إلى فضاء الفجر....
أنبثق منه نور دؤوب شوقا لقافية 
مزقتها صفحات الادراج.... 
اردتها  رقعة مبعثرة على خريطة 
الألم ...
تئن ثقل غيمة تسبح في توأمين 
على مقصلة الروح....
تبحث عن تقصي ابجدية الغرام
سنواتي تباعد البصر...
له اوردة تسبح في عمق
آيات على اجنحة الشوق

اريد أن اكتب... 

عن قصة تفترس عقارب الزمن
شقت عبيرها اسطورة محبرة...
قيدت مداد قلم يكتب على لوح
تداعبه رياح شمال مسحورة
تميل به حيث اتجهت فوق
جغرافيا الوجع.....

اريد أن اكتب.....

عن وسادة احلام اجهضت رؤيتها
في ظلام يختلس انفاس الامل
يجرد لغة الهمس من ثوب الحياء
حيث لا ملاذ لها الا ظل خافت
النور خلف عراء البوح...
نزع عنها  عباءة العفة بين
الحروف الثامن والعشرين..
اصبح لها صهيل يضم في
رنينه نغمات الشجن الحزين

اريد أن اكتب.....

عن ذات الطوق بين ربوع الياسمين
عن جدائل مرهقة من شذرات القهر
عندما ارادت ان تعانق طيفا 
من عمق قطب الروح... 
تداعب اساريره انبجاسات من تاريخ
نقشت رسوماته على نخيل
وارف الفيحاء بين ضفتين...

كيف اكتب....

وكل ما لدي الآن يخفق للحنين
يعزف لحنا ترقص على انغامه
طيور البجع فوق بحيرة النسيان
تغلغلت اوتار هيام اعماق
الفؤاد....
فترجلت انفاسي عن صهوة 
جواد العشق...
سيف امتطى عرش مملكة الاشتياق
تتلفظه شهقة لروح صبابتها....
الليل يلتحف نسائمه عند الغياب
تفترش الزهر بساطا تتمدد عليه
صورا من داخل سراديب البتلات
حيث الوارف كل مساء لقاء 
مع تيجان الورد على ذراعيه...

اردت أن اكتب...

ف كتبت ولم اكن اعلم انكَ
بين السطور تاخذ مني رؤوس
اقلام هسيسي...
تلتبسها طوفانا يغطي نجوى 
في محراب الحب....
قديسة ارتل ترانيم عاشقة
اكتحلت عيناها بسواد رموش
اهداب ليل عسعس على نافذة
ملامح الصبح..
تنفس سناه على آهات 
جرفت طرقات القصيدة...
تقتفي اثار طيف اضناها منه
الانتظار....

أ.حياة مصباح
المغرب

ليست هناك تعليقات: