* وهـن الـروح *
------------------
أسيرُ وحدي على الرصيف
مثبتًا ناظري إلى اللاشيء
هناك نملة تمشي أمامي
أدهسها
وأنسى..
في الجهة الآخرى
أرى يدين تلوحان لي
كجناحي فراشة لم يتسنى لها العيش طويلاً
ثم تتلاشى الصورة شيئا فشيئا
وأنسى..
أواصل السير
أرى رجلاً يبيع التفاح
وشاعرًا يتذوق المعنى على جانب الطريق
أرى فتى صغيرا راكضًا خلف احلامه
حفيفَ أشجارٍ
وعربتين
هدوءا لا يشبه الهدوء
تتابع الصور امام عيناي
رجل يمسك بندقيته
يضغط على الزناد ويضحك
فأشتمه بصمتٍ
ثم أنسى..
أمشي
فأسمع صراخ طفلتين تبكيان ضياع أمهما
أم لم ترغب بانجاب أي واحدة منهن
ثم أنسى..
ارى شجرة كبيرة
تحمل عشا فيه طائر صغير
يسقط أمامي
أركله برجلي
ثم أنسى ..
أسير على الرصيف
أرى قطة عوراء
تأكل بحذر وترقب
فأحمل حجرا وأرميه نحوها
فتهرب
وعندما اخطو للأمام خطوتين
تعود يدفعها جوعها وتنساني
وأنسى..
في الحي المنسيّ
الاضواء مثل روحي خافتة
عربتان..
وضحكة شعبية ومراهق يمشي
عجوز تنحني لتلم خبزًا متناثرا
أنظر نحوها مبتسمةً
فتجيبني دون ان اسالها
كبر الصغار، وصرتُ وحدي
صرتُ انسى..
اعود ادراجي لادخل منزلي
هائمةً في سراديب عتمتي!
أزيل عن قدمي الطريق
أبعد عن جسدي الجهات
أزيح عن وجهي أناسًا قد رأوني
ثم أضع رأسي على الوسادة متعبةً
أبكي لأنسى..
#ندىـالساعدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق