رويدك بالقوارير
...
رويدك بالقوارير اللئآلي
رويدك فاتعض وافهم مقالي
لقد أوقعتني في الحب عمدًا
ولم تنظر لعاقبة المآلِ
تداعب قلبَ آنسةٍ لعوبٍ
وتهديها القوافيَ لا تبالي
وقد صيرتني في الحب لبنى
وقيسًا أنت لو تدري بحالي
أما تدري القريضَ يهزُّ قلبي
ويحملني القريضُ على الدلالِ
فلِمْ ترضى بأن يبقى وحيدًا
يرى وصلَ الأحبةِ كالخيالِ
ولِمْ أضرمتَ نارًا في عروقي
ولم ترأفْ بربّات الحجالِ
أقضّي الليلَ آلامًا وشوقًا
وفي الأسحار رافعةَ ابتهالي
وما انتفعت عنيزةُ في قريضٍ
وقد مال الغبيطُ عن الجمالِ
سوى مأساةِ عشاقٍ حيارى
تفرقَ شملهم بعد الوصالِ
أرى حبًّا ولم أبصرْ فتاهُ
كضوء الشمسِ من خلف الجبالِ
أبي لا يرتضي صهرًا أديبًا
يصوغ الشعر ممتنعَ المثالِ
وعند النقدِ جارى آمديًّا
وقد خبر الجيادَ من الطوالِ
ويسمع أسخف الثقلينِ عقلًا
يحرّمُ ما يفوحُ من الغزالِ
شرارُ الناس مَن يهوى ويصبو
كأنّ الحبَّ مدعاةُ الضلالِ
يقولُ. الشعرُ في الحسناءِ بِدْعٌ
ولم تسمع به الأممُ الخوالي
فتلك بضاعةٌ أضحت كسادًا
وصاحبها المبغَّضُ في الرجالِ
وثالثةُ الأثافي أن يقولوا
بأنّي لابن عمٍّ أو لخالِ
خذي عنّي بما تبديه نفسي
وليس عليَّ ما تبدي الليالي
لقد أحببتُ حبًّا لو تراهُ
عيونُ مرَقِّشٍ أبكاهُ حالي
ولم تكسل لنيل المجد نفسي
يغوص البحر من طلب اللئآلي
وما باليتُ ما لاقيتُ حبًّا
وفي نار الهوى مضنًى صالي
إذا كان الهوى صعبًا فإني
سأختار الشموسَ على الظلالِ
وما هبتُ الحياةَ عبوسَ يومٍ
ليأتيني بأعباءٍ ثقالِ
إذا عجزتُ يميني ذاتَ يومٍ
عن الأمجادِ نالتها شمالي
وكلُّ معادن العشاق أضحت
تباع وتشترى رخصًا بغالي
فهل يرضى بذا شيخٌ عنيدٌ
سقيمُ الفهم محروم الكمالِ
أيعدل نخلةً بهشيمِ زرعٍ
سقاهُ الله من طين الخبالِ
وكلُّ مفَرِّقِ الأحبابِ ظلمًا
رماهُ الله بالداءِ العضالِ
سيعلمُ إن أصابَ الناسَ وبلٌ
وقد بان الصفا عند الفِضالِ
أمَن كانت له أرضٌ سباخٌ
كمن كانت له طيبُ التلالِ
تنامى أصله في الأرض قدما
إلى تحت الثرى والفرع عالي
ولكنْ ذنبُهُ يهوى فتاةً
لها وجهٌ يبشّرُ كالهلالِ
وسبحان الذي سوّاه بدرًا
أسيلَ الخدِّ موشومًا بخالِ
من الحور التي ينفثنَ سحرًا
يقتّلنَ الكماةَ بلا نزالِ
تملكتِ الفؤادَ ولم تلاطفْ
فتًى لا يرتجي بعضَ المنالِ
وظلّ القلبُ يغلي من جمارٍ
تجاوبه الدموعُ بالانهمالِ
كأنّ الحبَّ للعشاقِ دَينٌ
يقضّى بالعقوبةِ والنكالِ
فما كلُّ الذي يهوى يعاني
ولا كلُّ الأسنّةِ للقتالِ
فشتانَ المرحَّلُ في هواهُ
ومَن في حبهِ ثبتُ الرحالِ
سيسلو الحبَّ مَن أوليتِ عتْبًا
إذا التقتِ الجنوبُ مع الشَمالِ
رعى المولى ديارًا أنتِ فيها
وأحيى الأرضَ بالسحبِ الثقالِ
..
الشاعر عبدالقادر الموصلي
هـ 1441
2020. م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق