الجمعة، 3 يوليو 2020

نص نثري تحت عنوان {{ليل اللقاء}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{منيرة بوشامة}}

ليل اللقاء

الليل يتسم بهدوء نقي 
يهديني اغنية اللقاء غير ان بعض نوتاتها مكسورة 
لا يهم .....المهم انها ستجبرني على اللقاء 
توهمت ذات يوم اننا نفتقد الصدق و العشق
و اللقاء بيننا معدوم الرائحة و الهوية 
جوازات السفر المزيفة و الطائرات الحب و  الاحلام لن تمنحنا لقاءا 
فقط الليل .....
بجبروت سواده القاتم سيحتضن لقائنا الاسطوري 

تحت عمود الانارة الباهث أنتظر بزوغك بلهفة جائع لرغيف ساخن في ليلة ثلجية
و كأن العالم كله جائع للقائنا 
تقلبات الشوق تتراقص بقلبي المتعب
لقد اتعبنا الانتظار و اكلت شفاهنا الايام و الليالي الصفراء 

انتظرك .....و يتأخر قدومك ....
و انتظرك تشرق گــ شمس ربيعية تدفئ قلبي الجائع الي أنفاسك 
المقعد المقابل وحيد جداااا مثلي ينظر لي بحزن 
كأنه يحدثني عن قوافل العشاق التي مرت من هنا و لم تلحظ وجوده الساكن
أو من أخذهم التعب و ارتمو في احضانه الباردة
يبوح لي  عن سر همساتهم و أسرارهم
عشقهم و شجاراتهم و سكراتهم و تفاهات حياتهم.. و........
كلها تختبئ تحت خشبه القاتم يحفظها لهم 
علهم يعودون ذات يوم لإلتقاط ما سقط منهم من ذكريات   
الوحيد الذي يأنسني هذه اللحظات... مقعد خشبي عتيق ...
يحتضن لهفتي اليك و يزيدني صبرا و مقاومة... في مواجهة انتظارك أكثر 

هل ستأتي .....؟؟؟؟ أكيد 
سيأتي بك الليل و نجمه و دفئه و قمره المنير 
سيأتي بك فكري و قلبي و عشقي و ...... الليل 

و قد اتيت اخيرا ....
من البعيد اراك يتبعك ظلك و انت تتقدم ....بفرح
و تتقدم ..... بعشق..... 
أرى. إبتسامة حب تنفرج من بين شفاهك فأرقص واقفة في مكاني .....شلت حركتي فرحا لكنني أرقص....   و يرقص عمود الانارة و المقعد الخشبي ......نرقص بجنون 
يزداد اقترابك اكثر ...و دقات قلبي تكاد تعلن الانفجار .... اشعر بتخذر يجتاح جسدي كله .... لكنني ارتمي في احضانك 
اسقط فيك رغم التخذر ....رغم انفجارات المشاعر حولي 
اسقط  فيك بلا تردد ....تستقبلني بلهفة ....بشوقٍ عظيم .....يغطي كل اشواقي إليك  
تضمني بجوع كافر ....و اضمك بجوع غجرية ضائعة 
نلتهم الشوق.... و اللقاء ....و الليل ...و العشق
نلتهم انفاسنا و صبرنا .... و اوجاعنا 
الفجر .....يقترب و الليل يلملم بقاياه
و أتمسك بك أكثر ......لا ترحل 
اتركني في احضانك انمو ....و اكبر 
اغرق فيك .... انفاسك تبعثر اجزائي 
مازلت مخذرة .....و لا اقوي على الوقوف دونك .....
اشعر بأنفاسي تتلاشي .... و أنت تسحبني اليك ... تخبئني تحت جلدك ....
أنني اسبح بحرية في دمائك ... 
التقي بقلبك ....يخبرني كم تعشقني ...اراك تبتسم و تهمس لي صدقي قلبا بك مجنون ....
همسك المفاجئ يجعلني  فراشة ربيعية... بأجنحة بيضاء سحرية 
انثر العشق بالمكان ....اجعله جنان  
عمود الانارة صار شجرة سنديان .....و المقعد الخشبي يصدح  بأجمل الالحان ......الورد ينثر عبقه يعطر الزمان 
العشق يحرض عقلي علي الجنون 

و لا اريد تعقلا ....اريد ان اضل محبوسة فيك إلى الابد ....تراقص وجداني كلما ترتعش الانفاس  
تقبل روحي ...كلما تتشابك الاصابع 
اتمسك بك بحضنك بأنفاسك
الليل يرحل ....و يعود 
انت لا ترحل ....لن اتركك ترحل بعد هذا اللقاء 
تمسك بي اكثر بعد ثواني ستفجرنا الاشواق الي لألئ  عشق مجيد
سيخلد لقاءنا ....و ذكرانا ...و قبلات أمسياتنا.....
سننفجر ...و تضمنا السماء اليها لنصير نجوما نعانق العشاق عند كل لقاء 
.....و ننفجر بعشق .

منيرة بوشامة _ الجزائر
2019/12/27

ليست هناك تعليقات: