أنت من أتقن الاتعاب ومارس لعبة البؤس
تعاونت مع الحرمان فلما فتحوا قلبك ماوجدوك وحرثوا رأسك تنقيبا وما عثروا عليك وجلّدوا جسدك ولكن لم تكن هناك انت من انت ؟ تركتهم ضاحكون لانفسهم وعن واقعهم المختزل في حركاتك
فكل شيء مر ولم يعد يرى من وراء غشاء سحاب كثيف وانت الذي يعرّي السحب لتتعرف على نقطة ماهناك خيوطها تمسكك بقلبك
وحين دست الاختيار قالت تلك التي في رحمها انبتتك
الانسان يولد مرات ... فهلا بحثت لنفسك عن رحم أخر تولد فيه من جديد
يامن صارعت أكداس الحزن تشقها بإبتسامة راضية وانت ترتجف مترقبا ولادة البشر على محياها
يامن عقرت أفكارك ولبست أشكالها
انت بالركح افرغت قلبك كله من الشعور بالبؤس لتجعل منه مستودعا لسعادة تمدها لاجيال عدة
وكل ذلك يمضي ولم يعد يذكر
فانت تعرف كل الناس رغم أنه لا احد كلّف نفسه مشقة التعرف عليك
اردت ان تكتب اسمك في جل الشخصيات التي تقمصتها
وبعثتها في الذهون
ولكن كيف يمكنك أن تكتب ؟
الكل هنا يحملون اقلاما مليئة بالانانية ولا يهتمون بقراءة ما يكتب.
محمد طه العمامي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق