الاثنين، 10 أغسطس 2020

نص نثري تحت عنوان {{دمعة لبيروت}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة{{مي جبران خليل}}

( دمعة لبيروت)
__________________________

قِفْ عَلَى مَرْفَأ لُبْنَان 
حَيْث أَلَّفْت النوارس 
الْغِنَاء 
وَانْظُرْ إلَى الْبَحْرِ الْحَزِين 
وَاقْرَأ مُرْثِيَة الْأَيَّام 
يَا بَحْر مِنْ أَذَّنَ لأيادي 
الْإِثْم 
بِأَن تَشُقّ كبدك 
تشنق رَبِيع جَمَالُك 

تَبَعْثُر لُجَيْن 
دررك 
يَا بَحْر مِنْ حَرِّض الْحِقْد 
عَلَى أَرْوَاح نَدِيَّةٌ 
مِن أَشْعَل فَتِيل البارود 
وَأَحْرَق قوارب صَيَّادِين 
يغنون مَعَ كُلِّ فَجْر لَحْنًا 
فيروزيا 
حِين يَجْتَمِعُونَ عَلَى الشَّطِّ 
يخيطون شُبَّاك الْأَرْزَاق 
يَا بَحْر، 
الْجَمِيلَة الْعَذْرَاء 
كَيْف تَعْمَى الْبَصَائِر ؟ ؟ 
كَيْف تُقْتَل فِيك البسمة ؟ ؟ 

وَيُحْرِق الشِّرَاع الْأَبْيَض 
وَيُلَطَّخ بِالدِّمَاء 
دِمَاء الصباياوالرجال 
فِي عُنْفُوَانِ الشَّبَابِ 
بِأَيّ دَمْعٌ أَبْكِي فَرَحُه 
ااعروس المغتالة 
وَثَوْبِهَا الملائكي الْمُمَزَّق 
وَوَرَد الباقات الْأَحْمَر 
وعطرها المسكوب 
بِأَيّ أَحْرُف اُكْتُب الرثاء 
وَقَدْ جَمَعْت التوابيت 
صَفًّا 
وَأَذِنَت بالوداع 
وَشقّ بَطْنِ الْأَرْضِ الْبَتُول 
لِيَنَام بِجَوْفِهَا الْأَبْنَاء 
بَيْرُوت كَيْف اكفكف 
دَمْعِي ؟ ؟ 
وَهَوَّل الِانْفِجَار دَوَّى فِي 
ثَنَايَا الصَّحَارِي وَالْمَسَاكِن 
بَيْرُوت صَوْت النّاي حَزِينٌ 

لَن يَعْزف هَذَا الْمَوْسِمِ 
فيِ البِقَاعِ 
فتعالي ياحبيبتي أخضنك 
قَلِيلًا 
أطوق قَلْبِك المرعوب 
بِالذِّرَاع 
ونامي بحضني ياجميلتي 
بِدُون ارْتِيَاع 
لَقَد وَقَعَتْ فِي 
حَقَد الْأَعَادِي 
لَكِن 
عَيْن اللَّه 
حارِسَةٌ 
تَرَى مَالًا نَرَى 
وَلَكِن سيشرق الْفَجْر مُبْتَسِما 
وستندحر سِجْف الظَّلَام 
_______________________ 
عُرْجُون حِدَة...الجزائر

ليست هناك تعليقات: