السبت، 22 أغسطس 2020

نص نثري تحت عنوان {{حب إلكتروني}} بقلم الشاعرة المصرية القديرة الأستاذة {{أماني درويش}}

حب إلكتروني 
★★★★★

والتقيا في لحظةٍ ماطرة ..
لم تكن هي سوى ضفيرةٍ كستنائيةٍ يجدلها بلل الشجر
ولم يكن هو إلا مظلة
تعانق الجنون أكثر
علّمها كيف ترسم رجلاً .. وكيف تقتله
علّمها كيف تأسف على أصابعها التي غادرتها مَرةً .. وعادتها مُرّة
علّمها كيف تدفء الأماكن ذات شتاء .. وتعصفها ثلوجاً كل اختفاء
وتركها دون رائحة تُمجّد الأحاديث التي أصابتها ذات يدٍ بارتجاجٍ في القلب
تراقص الوحدة ومساءات العزلة والرسائل الإلكترونية المفقودة

1- يا أنت : ما كان عليك أن تعاقبني لنسياني قُبلة الصباح بتلك القسوة .. راسلني .
- ...............

2- طيب لمَ الصمت ؟ عاقبني بأي شيء إلا الصمت
- ...............

3- ستة أشهر !! هل طاوعك الغياب أن تقطع لسان قلبك ؟ لا تحرض الأيام على قتلي هكذا
- ................

4 - مضى عامٌ مالح ، لا تلعب معي لعبة الإختباء التي علّمتني ! تعلم جيداً أني أمقتها
- ...............

5 - حسناً .. جاور الأموات أكثر .. أصبحتُ لا أريدك .

وبعد عامين ..
6 - أحبُك ..!

لم تكن تعلم أن الضباب إذا أسدل ستائره فقد البشر حاجتهم للكلام
لم تكن تعلم أن البعض كجزوع الشجر ، يشرب كل الماء ولا يعطي إلا حطب

هو الآن راقدٌ في قاع صندوق الوارد
هي الآن نضجت كما لو كانت رأس جبلٍ صلدٍ
نضجت حتى شاخ صوتها
وماتت وهي تكتب آخر رسائلها الصفراء إليه :

- لستَ وحدك من اقترفتَ بحقي ذنب غيابك .. فقد اقترفتُ بحق نفسي أكبر ذنوبي حين كنتُ أنتظرك .

.

ليست هناك تعليقات: