الجمعة، 18 سبتمبر 2020

قصة قصيرة تحت عنوان {{حَمِلوا نَّعشي}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة{{حور_القيسي}}


 حَمِلوا نَّعشي

كنتُ هناك ، أراهم،....

واقفة بجانبِ أمي الّتي تُبكِيني وتصرخ،....

أبي الّذي جثّى وبصوتٍ مُنكسر :- ابنتي،...

أخوتي يرثوني ،.... أُختاي تنظران للفراغ،....

أُتابعهم وأتابع وجوههم الّتي سافتقدها،....

أكملوا مسيرة جنازتي تُجاهَ قبري،....

ذلك الثرى الّذي سيضم جسدي الفاني،...

وضعوا نّعشي فترددت أصواتهم ( الله أكبر )،

أكملوا الصلاة والفاتحة على روحي الّتي هي،...

أنا بروحي ،....

سَّمعتُ توسّلات أمي لترى وجهي آخر مرة،....

( ولكم عوفوني ، أريد أشوف ابنيتي ، لا تحرموني منها )،....

تقدّمتْ من كفني فأزالته عن وجهي ،....

صارت تتلّمس وجهي بهوس وتقبّله ،....

صَرَختْ وصَرَختْ،...

تقدمتُ إليها وحضنتها بقوة، المُشكلة أنّي،.....

شعرتُ بالفراغ وليسَ جسد أمي الدافئ،...

بكيت، نعم أنا وروحٌ قد بكيت،

ألم يقولوا في إنَّ ألم الإُنسي في روحه!!!،

رأيتُ أبي يُحارب دموعه كعادته وبكبرياءه،...

مُضحك لكن دموعه خانته فانهمرت على وجنتيه،...

ذهبتُ إليه أتلّمس وجهه ، كوبتُ وجهه بين يدي،....

شعرتُ بلسعة في عيني، عجبًا!! أأنا أبكي الآن،....

قبّلتُ أبي من جبهته وقلت ( شگول ؟؟؟، يابة ، يابة بعد منو يگلي بنيتي حوريتي ؟ ، ما أگول غير الله يحفظك، نلتقي هناك ، يم الله )،

وودعتُ عائلتي والناس ، منهم من ينظر لجسدي الّذي يدفنوه بألم،.... 

ألم على شبابي وليسَ أنا،....

ومنهم من تشمّت بموتي ،هه، ومتى قد أحبني هؤلاء؟،....

باتَ جسدي تحتَ الثُرى ،.....

وبتُ أنا بروحي أرى صورة عائلتي وهي تُبكيني،....

وكانَ هذا موتي المُقبل .

#حور_القيسي 

ليست هناك تعليقات: