الجمعة، 16 أكتوبر 2020

نص نثري تحت عنوان {{ضباب العمر}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ {{أحمد أحمد}}

 

ضباب العمر

حاصرني ذلك الضباب الكثيف

به تعتم رؤيتي .

أكتسح غرفتي .

حتى أشتد بداخلها الظلام .

أخذت أمتعتي ورحلت من شدة قسوته

لاحقني في كل مكان كنت أفر منه هاربا من طغيانه

العالم أراه ضياء ودفء بالحقيقة

وعالمي يكتسحه البرد وظلام الفكر يعتريني .

مسافات طويلة ركضتها نحو أن الا أكون في غياهب الخوف وأن أصل إلى مكان أكون به هدوء يلازمه أطمنان  

طرق وعرة سلكت لذلك

وكل دور العبادة قصدت

وما عرفت من دعوات إلا دعوت بها

أن لا أبقى سجين هذا الهول

يشتد الخوف تارة وتارة يهرب تارك لي خلفه الوجع

يرهقني في سجودي 

يعيق ركوعي 

كابوس مظلم يحطمني 

يقول لي أستعد فقد زحف عمرك إلى منتهاه

أقف ..وأصارعه ...

على اليسار أتوجه واتفل .

أنه الشيطان في صورة مخيفة بسوسته

فقد لازمني بها وهو يخبرني كل لحظة إني صرت كهل وأقترب الموت ..

وجف الدم في العروق 

قلبي ضعف .

إيماني أهتز 

حتى أيقنت بعقلي أنه لا صراع لهذا الوهم وكابوسه إلا بقوة إيمان أجدد أركانه بقلبي 

وأذكر نفسي وأقول لها

وما الأعمار إلا بيد الله

..ولكل أجل كتاب ..

حتى أهزم كابوس أسمه اليأس

احمد احمد

ليست هناك تعليقات: