بُكاء قصيدة
- هذه الغيمة الموحلةّ كبيرةٌ هنا يا عزيزي.
- لا أراها..
- إنها عند النهاية.
- لا أراها!
سيأتي يوم وتحدّث امرأةً ما عني، كما حدثتني عن امرأةٍ أحببتها من قبل. حين سأتلاشى داخل قلبك، سأكون قطعة ثلجٍ تذيبها حرارة يد امرأةٍ أُخرى، استطاعت التربيت على كتفك كما فعلت أنا سابقاً. لكنها لمستك، وأنا لم أفعل.
سيأتي يوم وتكتب الرسائل الطويلة لامرأةٍ غيري، كما أكتبُ عنك، أتمنى أن تكون امرأةً تجيد قراءتك كما كنت أحاول أن أفعل دائماً بكتاباتي .
-هذه الغيمة الرمادية كبيرةٌ هنا يا عزيزي.
- لا أراها..
- إنها بقربنا على ذاتِ المقعد.
- لا أراها!
سيأتي يوم تستطيع به الإمساك بيد امرأةٍ جميلة وقتما تشاء، فلن تكون هناك مسافات طرقاتٍ طويلة بينكما كما كانت بيننا. حين كان أقصى ما نستطيع الوصول إليه هو عناقٌ روحيّ عبر موسيقى لا تتجاوز مدتها دقيقةً ونصف.
- هذه الغيمة الباكيةّ كبيرةٌ هنا يا عزيزي.
- لا أراها..
- إنها تأكلني.
- لا أراها!
سيأتي يومٌ وتشتري العصافير لها مع أقفاصٍ كبيرة، فهي لن تكون مجنونةً مثلي تحب إطلاق سراح الطيور وتأمّلها عن بعد السماء وعينيها.
ستشتري لها الورود، كافة الورود، لأنها امرأةٌ لا تجيد الذبول في سبيل الخوف من فكرة فقدك، كما كنت أنا.
ستكتب لها القصائد دون تقمص أو تردد فيما تكتب ، فذوقها الموسيقي سيكون مشابهاً لك. ربما لذلك ستكون هي الأجدر بك مني،ستسمعُها كلمة (أحبّكِ) كثيرًا، آسفة لأنني لم أستطع التخلي عن (...فكرة التعلق بك كثيرًا.... ) يا عزيزي.
-هذه الغيمة الرمادية كبيرةٌ هنا يا عزيزي.
- لا أراها..
- إنها تقتلني.
- لا أراها!
سيأتي يوم ويبتلعك الصمت كما كان يبتلعني أمام الخوف، حينها ستكون شارداً في السماء وأنت تجلس إمام امرأةٍ أُخرى غيري، تلك التي ستسألك "ما بك؟"
وتجيبها،
- هذه الغيمة الموحلة كبيرةٌ هنا يا عزيزتي.
- لا أراها..
-إنها داخلي.
- لا أراها..
-إنها تأكلني.
-لا أراها!
-إنها تحرقني.
-لا أراها!
- لا بأس، إنها مجرد بقايا امرأةٍ كانت (...متعلقة بي كثيرًا ..)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق