صرخة أب
...........
من زُحمةِ الظلمِ جاءت صرخةُ العَبَقِ
طيناً لِيُخلَقُ من كينونةِ القَلَقِ
مُدَّتْ عليهِ سنينٌ ليس يعرفها
فمَدَّ كفَّيهِ يحثو نزوةَ الغَرَقِ
حتى استفاق على مرأى ملامِحِهِ
فيهِ انكسارٌ لما أخفى من الوَدَقِ
كانت مراياهُ ترثي ضوءَ صدفتهِ
وشُحَّ لونهُ في دوّامةِ الغسَقِ
النهرُ يرسِمُ بعضاً من هواجِسِهِ
والجرحُ فيهِ رقيمٌ ليس من وَرَقِ
ماغازلتهُ سوى أسوارُ وحشتهِ
فمدَّ روحهُ يجني غايةَ الأُفُقِ
فاستلَّ من يدهِ الطولى حكايتَهُ
كما استلال جميلٍ من على عُنُقِ
وراحَ يهتفُ في أكوانهِ غضبٌ
إقرأ وربُّك يتلو سورة العَلَقِ
فما استكانَ ولا ألقتْ إليهِ عصًا
كفُّ الزمانِ ولا أسرى بمفتَرَقِ
من غازلَ الشمسَ حتى كاد يحضنها
يستوحشُ الظلَّ أنْ يطغى على الطُرُقِ
يمشي التهابا ونارُ الغيظِ تضرمها
كلُّ الاقاويلِ مَشيَ الواثقِ الحَذِقِ
يجيءُ والحقُّ صِنوٌ لا يفارقهُ
وحَصَّنَ الإِربَ حتى قيلَ لم يَثِقِ
من يسلك الحقَّ لا تنتابهُ هِنَةٌ
ومن يراهُ يرى أَيقونةَ الخُلُقِ
فامضِ ودعك ودع عنك الحجار لهم
كفّاكَ قد عُجِنتْ بالطيبِ والألَقِ
كريم المفرجي / العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق