الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

قصيدة تحت عنوان {{نحن يا حبيبتي}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ {{قدري المصلح}}


 

نحن يا حبيبتي وكل ما يهمني

الخجل 

كي لا يصبح الهم 

وعلى قلبي مثل جبل 

 ومنذ ولدنا 

 وقبل أربعين عام

 كنا نخيط بالكلمات أكفانا

 وليتنا متنا 

 هذا ما يريده الله 

 أن نقاتل ضد كل من قال عن نفسه

في المنفى بطل 

 وأعرف سقط في عينيكِ

 ومنذ زمن 

 عالم كامل 

 وكنتِ تحبيه ولكنه الآن

 شيطان 

 يعصب العينين

 كي لا تشاهدي الكلمات على الجباه

 لأنه لا جدوى من شهيد

 وَصَلَاهُ

 في المنفى 

 ولا جدوى من حلم 

 بعد شتاء جديد يصبح مثل هم 

 يكبر على الجباه كجبل.  

 كنت في عينيكِ،  

 وتجولت في عالم كامل سقط فيها 

 وكان آخر الليل الطويل

 الذي جمعنا, حلم صار كجبل 

 مثل العودة

 وأنا الآن لا يهمني من مات أو عاش في المنفى

 أنا لا يهمني إلا أن أخبرك

 أن حلمنا صار هم 

وعلى جبل.  

 سمعتكِ تطلبين من كوخ القهوة فنجانا

 وبلا سكر 

 وكان صوتكِ يحزن السنين 

 وكيف لم نحزن نحن 

 وعجبي

 يبكي الشتاء على الأرصفة 

 يتسول لجرحكِ الضمادُ

 لأنك تحملين جرحا لا ضماد له

 إلا المطر يأخذ دماء جرحكِ معه 

 وإلى البعيد

 ومن المنفى وإلى منفى 

, وعادوا يصرخون 

 وأنا لا أسمع ولا يهمني من عاش 

 أو مات في المنفى 

 لأنهم لا يهمهم أبدا أن يفهموا حمامة 

 تحط على نافذة أسيرة 

 ماذا تريد من التجوال والطواف 

 في عالم سقط في عينيكِ

 وسريعا سقط منها.  

 كلمات خجل منها الشتاء 

 لم يمسحها عن حيطان المدن 

, ولكن أيوب يصبر

 وأنا جرحي معك لا يصبر 

 لأن صوتكِ الذي في الأسر 

 يكسر السلاسل

 ولا يكسر من جبروت مناظل

 كاذب في المنفى 

 لأن الأرصفة خجلت 

 من الشتاء 

 الذي دق أبواب البيوت 

 لم يسمعه إلا صوتكِ 

 فرمى العالم من عينيك, 

 وسمعك حمام الكون تصرخين

 في يوم من الأيام, 

 عندما نتعلم الخجل 

 سيرحل هذا الهم الذي على قلوبنا 

 مثل جبل.  

 اليوم سمعت عن الموت

 عن أبطال ماتوا واقفين 

 وعن عربات حملت مسافرين 

 لم أبكي

 لكنني فهمت كيف تموتين كل يوم

 لأننا منذ ولدنا

 نضحك على الصور 

 لكننا والله يا خجل

 ميتون 

 ومثل الهم على كل جبل.  

 عندما كنت تنزفين 

 كان أبي يضربني 

 رأيت الأرصفة تخجل من الشتاء 

 تفخر بصبر الجدران

 كأن أيوب عاد إلينا من جديد 

 ولكن متى نعلم عن ماء بارد وشراب

 متى يصبح أبطال المنفى للجرح

 مثل ابنة أيوب

 والهم يخجل منه الآن الجبل

 لأننا قلنا إن همنا صار 

 هذه الأيام مثل جبل 

 لم يعد يعجبه لون الكلمات

 وأنا الآن لا يهمني من مات أو عاش في المنفى

 أنا لا أعرف أنك قلت يوما عن بطل

 شيئا وحقا يكفيني همي مثل جبل 

 فأنا أعرف الخجل 

 لكني إذا سمعت أن في المنفى بطل

 تبرأ مني الخجل.  

 

 الديوان: لقاء مع الشاعرة فدوى طوقان.  

 قصيدة: أخاف أن يتبرأ منّي الخجل.  

 للشاعر:  

 قدري المصلح.

ليست هناك تعليقات: