الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020

مقال تحت عنوان {{من سلامة العقل }} بقلم الكاتب الجزائري القدير الأستاذ{{لطرش بوثلجة عمر}}


من سلامة العقل أن اذا تقدم الانسان في السن اقترب من ربه و أوجد برنامجا كل أذكار و اهتمام بالعلاقة مع الله و قراءة الكتب و الحفظ و فعل الخيرات و الاكثار من كل عمل ينفع و ينعش و يعود بالفائدة على الجميع..
الموت لا ينكره أحد حتى من كان ملحدا و هو الذي يترك وجود الله لمجرد أنه لا يراه و لكنه لا و لن يمكنه نكران الموت بغض النظر عما يقوله في مسألة ما بعد الموت..
ليس ذكر الموت حديثا نابعا عن فشل في الحياة أو من فراغ يعاني منه الانسان و انما الذكر يكون بالعمل و الجد و ملء الفراغ و تسخير الوقت للعمل و العبادة و لقاء الناس من أجل انجاز مشاريع نفعية اجتماعية أو اقتصادية أو دعوية أو فكرية..
الموت حق و الرحيل الى العالم الآخر حقيقة لا غبار عليها و الهدف من ذكره هو التذكر بأن كل منا يأتي دوره فلا يغفل عنه و حتى يغلق باب أخطائه مع الناس فيمسك لسانه عن هتك أعراض الناس و تشويههم و تقزيمهم أو التحريض عليهم و الكف عن ممارسات سيئة و الإقلاع عنها و ملئ الفراغ بكل ما عمل ينفع و قراءة و مطالعة و مواضبة على الصلاة في وقتها و سرد الأذكار اليومية و الاهتمام بالندوات و التجمعات النافعة العلمية منها و الدعوية و العملية و الرياضية والاهتمام بالأحداث الدولية و متابعتها باهتمام و دون انقطاع و محاولة الكتابة في مسائل تنفع الفكر و الفن و الأدب و الاقتصاد و السياسة و الدين و التربية و الشعر الخ..
هل ذكر الموت يمنع من اعداد برنامج مثل هذا و هو غني فيما يبدو و قد يعد آخرون برنامجا أغنى ما يجعل يومهم لا وجود لفراغ فيه..
فتقدم الانسان في سنه و انقضاء بعض من عمره يقف وقفته مع نفسه لينظر في ماضيه و حاضره و مستقبله و أن ما بين الحياة التي نعيش و الحياة التي سنرحل اليها حاضر و ماضي و مستقبل فليس الماضي و الحاضر و المستقبل خاص بحياتنا هذه بل الحياة الأخرى الخالدة هي المستقبل الحقيقي و ستكون الحاضر حين نكون نحيا في رحابها و زمنها الذي لا ينقضي و لا يعرف نهاية..
حتى لا نندم على عمر قضيناه في فراغ و في سلبيات النفس و الفكر و الأفعال و الممارسات و نسر بحق بما نصنعه من إيجابيات و منافع في الحياة فنلقى خيره في ختام حياتنا و في الحياة الأخرى..
نموت بحق و نبعث بحق و بين الحقين علينا أن نزيح عن طريقنا الفشل و الفوضى و الفراغ و نتفانى في بذل الجهد للفوز بالحياتين..

لطرش بوثلجة عمر..  الجزائر 

ليست هناك تعليقات: