رواية
أبواب لاتوصد
الجزء الثاني عشر
بعد أن دخل محمد منزله وقبل دميته سوزي من جبينها وراقصها بشغف كبير
جلسا محمد وسوزي التي تشاطره كل تفاصيل حياته .
كان يفكر بحنان الجريئة التي تمكن من
ان تقتحم كل أسواره التي أحاط بها نفسه ليبقى لغزآ محير للجميع .
ذلك الإقتحام حرك بداخل محمد مشاعره الصدئة ، ورفد نهر دم محمد الف رافد
كان قد خلى وادي النهر من جريان الدماء
لكن فصل الربيع طرق باب محمد بعد شتاء طويل جثم على صدره وأذاب كل الثلج المتراكم فوق قمة أحزان محمد لتندفع من عليائها وتغرق الوادي ، فاض نهر محمد وأغرق ضفافه ، محمد صاحب الوجه المتجهم العبوس ، لم تفارق الإبتسامة شفتيه التي إشتاقت لها لم تعد تتذكرها
نظر للدمية سوزي نظرة مطولة ثم أخذها بين أحظانه ، وأغمض عينيه لفترة ليست بالقصيرة ، مالي أجدك ياسوزي اليوم أجمل وأكثر دفئ ، لكنني ارى الحزن على محياك
هل أنت خائفة من ان تأخذني منك حنان
لا لاتخافي ياعزيزتي لن أتخلى عنك أبدا
ثم صمت وهربت من عينيه دمعة كانت حبيسة الأجفان ، سرمد ياولدي كم انا بشوق اليك ، أرجوك يابني لاتكرهني ، والدتك هي السبب ببعدي عنك ، متسلطة مغرورة ، ووالدها المتعجرف المتباهي بتلك
السلطة والنفوذ الذي يملكهما ، لم اشعر بيوم واحد معهم بأنني إنسان أشغل حيزي
عاملوني بفوقية وانا أكره الإستعباد .
لكن وجودهم بحياتي جعلني أشعر بأنني كفريسة عالقة بشباك العنكبوت ، وذلك الناب المسموم يلوح امامي طول الوقت ،
أنا حزين يابني وأكره وحدتي ، وأخاف التعامل مع محيطي كإنسان عادي لكي لأسبب جرحآ لأحدهم ، ولذلك تجدني منطويآ على الذات وعزلتي وكتماني وإبتعادي تكاد تخنقني ، أحبك ياغيث
غفى محمد على تلك الأريكة بعد ان إحتظن الدمية سوزي وإستسلم للنوم
في صباح التالي ، إستيقظ محمد متأخرآ
وهذا الأمر ليس من عاداته ، غير ملابسه بسرعة وخرج منزله وإنطلق بسيارته بصورة لم يعتد عليها سكان الحي ، ألقى التحية عليه جاره العجوز لكنه لم يردها
دخل القسم بصورة مرتبكة ، صباح الخير
صباح الخير استاذ ، أستاذ محمد ، نعم استاذة سلمى ، السيد المدير سال عنك وأبلغني بأن أخبرك بذلك وهو ينتظرك
شكرآ جزيلآ أستاذة سلمى .
خرج محمد بعد ان ابلغته بذلك سلمى
وبعد عشر دقائق عاد محمد لقسمه وكان يحمل بيده كتاب وقعه السيد المدير .
أخواني من فضلكم أرجوا الإنتباه لأنني سأخبركم بأمر .. ؟
السيد المدير العام
قرر ان يباشر العمل بقسمنا هذا الأستاذ ناجي ، وهو من أقدم الموظفين بهذه الدائرة ، ونقله هذا جاء بدعم من أحد السادة المدراء بالوزارة ، وعليه سيكون هو رئيس قسم الحسابات من يوم غد ، وكما تعلم الأستاذة سلمى والأستاذ ليث بأنني
على خلاف كبير مع الأستاذ ناجي منذ فترة طويلة ، وعليه طلبت نقلي من مقر الدائرة لأحد الفروع العاملة بالمحافظات تجنبآ للإصطدام معه وحفاظآ على ماء الوجه ، السيد المدير العام رفض طلب نقلي لكنني مصر على موقفي وإن تطلب الأمر ساقدم إستقالتي وأتخلى عن كل تلك الخدمة التي تجاوزت العشرون عامآ ، ارجو اني لم أزعج أحد منكم بيوم من الأيام ، وإن أيذت احد منكم عن غير قصد ارجو ان تغفروا لي كل مابدر مني .
ماذا تقول أستاذ نحن لن نقبل بهذا الأمر وإن أضطرنا ذلك لتقديم أستقالتنا تضامنآ معك ، لا ياسلمى لاتفعلي ذلك ارجوك ،
بل نفعل أستاذ نحن معك ، استاذة حنان انت ببداية مشوارك المهني ، لاياسيدي نحن معك قلبآ وقالب ، مارايك أستاذ ليث هل أنت معنا ، اجل انا معك ولن نتخلى عن الأستاذ محمد ، ياسادة الأمر لن يجدي نفعا الأمر الإداري صدر وأنتهى الموضوع .
والموضوع ليس بيد السيد المدير العام
الأمر من فوق ولاطاقة لنا بمواجهته
أرجوكم حافظوا على وظائفكم
أستودكم الله ..
يتبع
الكاتب
جاسم الشهواني
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق