غربة وطن !!..
--------------------
أشكو بأرضي غربة توحشني
وأخال أهلي من عداد الغرباء !.
إذ كل شيء في بلادي هالني
وفي ثراها كم يهان العظماء ?!.
ماعدت أدري مادهاني في الورى
وأي شر لم يعد منه اتقاء?.
فكأن أرضي أخرجت أثقالها
وما نراه من قبيح الحقراء.
وأمر قومي وسدوه هاهنا
لمن تجدهم من عداد السفهاء !.
وأراذل الناس علوا شأنا بها
وغدوا عليها من كبار الكبراء .
يحز في نفسي التي تتعبني
بمطالب شتى هوان الشرفاء .
وهنا سؤالي ثائر عن ماجرى
وما من جواب عند قوم بلهاء ?!.
بأي ذنب تقتل أحلامنا
بل كيف صرنا نستطيب الإنكفاء ?!.
وبأي ذنب يلقى طموحي حتفه
ويخيب ظني حيث تعسي والرجاء ?!.
ماذا جنينا كي نساق إلى الردى
في كل حين ويموت الأبرياء ?.
لأي معنى تلك المظاهر كلها
وأي زيف قد تنامى وهراء?.
ماذا ? وهل أفواهنا من كذب
وأي زعم كم يعززه ادعاء?.
لسنا كما قلنا وما نزعمه
يبقى وربي في سياق الإفتراء !.
فنحن شعب أبتلاه ربه
بما ابتلاه من عناء وشقاء.
ونحن شعب نقتفي آثار من
قد أوصلونا للحضيض بلا حياء .
نتراقص كالطير مذبوحا هنا
ونصفق في ذلة للصفقاء.
ونمجد الأوغاد حينا في المدى
ثم نولول صارخين كما النساء !.
ونرى الطغام من الرجال أكابرا
ونظل نشكو من غباء الأغبياء .
يأتي غشوما فاجرا يحكمنا
فيكون فينا من عداد الأنبياء .
وحين يطغى باغيا فينا مدى
نقول عنه مايقال عن البغاء !.
ثم يجيئ بعده أمثاله
ويسود طاغ ويكون الإبتلاء !.
فنعيد تكرار الصراخ تذمرا
والسخط فينا لايحب الإكتفاء !.
وسوف نبقى على الذي قد شاننا
حتى يكون اذن ربي بالشفاء .
إذ داؤنا داء عضال ربما
لن نبرأ منه بدون الإحتماء .
نستجدي الخيرات من أشرارنا
وما نحن فيه كم دعا للإزدراء ?!.
والله أعلم بالذي يصلحنا
بعد فساد طال فينا بالبقاء !.
شعر : صلاح محمد المقداد - اليمن -
8 يناير 2021 م - صنعاء -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق