#هايبون
[ يناير وأشتهاء الموت ]
كذكريات اضمحلت في واقعنا المخادع
نبحث عن ذواتنا المهمشة بين اجداث الراحلين
تارة تأخذنا الي حيث الخلود
وتارة تأخذنا الى شيء يسمى ( اللاوجودية )
نبصق حاضرنا كعالم بذيئ
بفراغ شاسع لا يقطب للسكينة والمرام الابدي
تتلاطم بنا الملاحات من جميع الجوانب
تتدجج فينا المآسي والظلام
تستجمع فينا كبر الهمم ونخطو خطوة العلو
ونبحث عن شيء يسمى ( السلام الداخلي )
علنا نجده حيث غرسنا ابحاثنا المتتالية وفحواها التجدد بالأفكار
وليست هي بمزحة أو تفاهة ساخرة
نحن من وقعنا بعالمنا الساخط
وضياعنا الساخط
ونكراننا البغيض
نحن من غرقنا بمؤانى ملاحاتنا الضائعة
نحن من تبددنا ( الفجوة العارمة ) في حياتنا العارمة
المليئة بالبلاهة ،السذاجة ،الخطيئة والرذيلة.
بتنا كالمصارعين من كثرة التشظي
الذي بات يطحن اجسادنا
ولا نشعر بكل ضربة تدقنا عظمة عظمة حتى النخاع
كالمطرقة للمسمار
كالطائر النقار للخشب
نقرات الانحرافات والتشوهات والسخف والشروخ والتصدعات
كانصهار الحديد رغم قوتها الخرسانية تذوب شيئا فشيئا
هنا التبدد سيكون هو الحاكم
نلتقط الاحداث كالعولمة الساخرة
نحن من علقنا بمنغصات تلك الجروح
طرية لا تتيبس وتكون ارضها جدباء من قيح الدماء المتسربة
نحن من تتسرب فينا الروح برهة برهة
نحن من كنا مهجورين في قاع تلك الجزر
نحن من ننصهر بقوة وظلم البشر
نحن من نستعين بالاخر دون جدوى لنجمع ما قد بذرناه
رعيد تلك الامطار باتت ترعبنا
لم تصاحبه الطمأنينة
رعيد ذلك الخيال بات ينهينا لم يعد يردد للانبلاج
لقد فقعوا أعيننا بذكريات لا تنسى
بذكريات خانقة مميتة
على عتبات الإنتظار نرمي من احتجنا اليه نرمي ما قد خيب امالنا وارواحنا هدرت تجاه النيل منا
بأنفسنا نلنا من انفسنا
نعم بأنفسنا نلنا من انفسنا
نحن من ننال من ذواتنا الضائعة ذواتنا العاقرة
على حوافي الضفة
تنبعث رياحين الجنان
لكن كل ذلك يدوي برياح ضبابية مسمومة قاتلة
تحجب الرؤى كسراب لا نهاية له
كبيت مسكون لا يسكنه سوى ارواح الجن والشياطين
كالمشعوذين والسحرة
كالمعجزات المحدثة
الذات ، الدهشة بغير حسبان
كصحراء فالتائه لا يعثر على طريقه المحاذي للنجاة والخروج
كبركان في جزيرة مهجورة
كجريان مياه في القطب المتجمد الشمالي
يجس في داخلي امر مريب للدهشة
لا يلتحمه لا بالتراتيل ولا بالنذور
شيء يحطم كياني العريق
لا يحتويه
أية هتافات
اية مشاعر
أية احداس
كأننا أضرحة مهدمة
في ارض غير ذي حياة
كأننا صور لا روح فيها ونردد هل اكتفى الناس بالطعنات
مشمئز هذه العالم برمته
مشمئز مهجور لا يصاحبه لا روح ولا جماد
واعود انا لروحانيتي العتيقة
بجذوتي الفولاذية كصهوة الحديد
احاكي القدر بسخرية عارمة لا تطاق
استفسر وابحث واحاور وادور عن شيء ليس بعيد وليس بذات المثالية
انه عالم منبسط باعجوباته غير المتقبلة
وتضاريسه اجتاحت معالم الوجودية
انها العتمة تضمحل بعميق ناظرنا
تضج بنا بؤس التفاصيل الحرجة
وزاويته الحرجة
ودوائره الحرجة
تنبع خطوطه من الحاد حتى المنفرج
ومن المنفرج حتى الحاد
كلها على وشك الانهيار
لا تجمعنا سوى الدائرة
تمسد بافكاري وتاخذها الى حيث النهم
الى حيث اللاعتدال
والارتجاجات المصاحبة لها
ترقد بمخيلتي العديد من الصور
كالمعجزات التي لم تحدث بعد
كالفجوات العميقة التي كان سببها الالم
كالمعاناة التي كانت آم النعيم ستأخذنا الى حيث ضالتنا البعدية
سواء اكانت شرا آم خير
ففي النهاية المسيطر الاكبر والحاكم الاساسي
هو الذي من يعبث فينا والخلاص الازلي
من متاهاتنا الغير المنتهية
وبما انها متاهة فهي خدع لامنتهية
كلنا مذنبون في هذا العالم النرجسي
نحن نحيا في زمن الاسفار العجبية
زمن الرموز والتشفيرات
زمن الغط في المتاهات والتخفي
احيانا نبجل امورا غير نافعة وغير منطقية
لا تروينا لا تروض قلوبنا رغم انها الجحيم باسره
نحن من نبحث وندور ونستفسر على الكمالية
فالكمال هو الذي سيأخذنا الى حيث التطيهر من الخطايا والذنوب
نبحث عن الإله الذي ينقينا من ما ننويه من نوايا كاشفة
نكافح لبذرة صالحة تنير ايامنا القادمة
ونكون كالزاهدين نقبع بإيماننا العتيق
نحن كائنات يثير اهتماماتنا كل شيء
في بقاع السماء والصحراء والارض
نحن كبشر نستحق الحب
ومن الجدير ان نفنى بالحب وان نستلذ من ماهيات الحب الصادق
ونستلذ بالروح الذي يستوطن باحشائنا
لولاه لن ننهي كل شيء تحت مسميات الشراسة والبغض والعنفوانية
نحن من ولدنا بسلام ونموت بسلام
ولا يحتوينا كل ما ذكرناه
فهو محاط بالسقم والالام وكثرة الزجر
والملذات
وكثرة البحث لا تستهوينا
كما تستهوينا قدسية وسلام الحب
والتلذذ والشعور
هو الموطن الروحي لانفاسنا
كل ذلك يكشف جذورنا من الرأس حتى اخمص القدم
كلها محض تقديس الشيء من حيث اللاشيء
اذآ نحن محض تفكير محض حداثة هذه المخيلة
محض الوجودية
نحن من نشع بالتجمع لا بالتفرق
نحن من نشع بالسلام لا بالشر والتناقض
نحن من نصارع بالسر والعلن
ونمضي مضي السكير
مضي الغائب
مضي المهاجر
مضي الضائع في حياته دون وجهة خالدة
نحن امة ضائعة جائعة للمعرفة وقدسية المعرفة المحضة
نحن امة ظالمة تائهة لم نحظى بشرف الحياة الكاملة السلام الكامل الحب النقي
نحن من سلكنا طرق غير معبدة لتنير دروبنا
طرق مظلمة وشاقة لتخلد أرواحنا المتعبة والهالكة
علقنا بتخيلات مبهمة
ولو قلنا أن كل انسان هو الحياة
والحياة بهيئتها الوجودية الكاملة
في انسان واحد روح واحد
لأدركنا عمق الحب والسلام في وجوديته فهو الموطن حيث تستكين أرواحنا في هيئة الروح المقدسة الطاهرة.
نذور سقيمة-
وادي غير ذي حياة;
معجزة وجوديتنا المحضة .
8-1-2021 يناير
يوم الجمعة 12:51م
#بقلمي پرشنگ اسعد الصالحي ✍️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق