الجمعة، 22 يناير 2021

قصة قصيرة تحت عنوان {{بائع الشاي}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الأستاذة{{عهد سليم الفتلاوية}}


-بائع الشاي - 

تواردت الخواطر في خالج ذاك الرجل المجاهد كشلال متدفق ينساب عذوبة يروي ظمأ حكايات الزمن الغابر بكل تفاصيلهِ ،
يوميًا يحمل نفسهِ هامًا للذهابِ إلى شقاء يومهِ يجر بخطاهُ نحو أمل متفائل مودعًا أهلهِ بكل حب ، يحيك خيوط أمل ملونه بالتجدد الموعود، 
كل يومًا يهم بالخروج  يسمع صوت أمهِ المرأة العجوز تلوح بيديها رافعة للسماء بالدعاءِ لرجوع ولدها ،  تناجي ربها ،كي تقر عينها برؤيتهِ ،
كان المعيل الوحيد لعائلتهِ الصغيرة 
عند عودتهِ تأنسُ العائلة لوجودهِ 
بينهم، 
في ذات يوم وفي نفس اليوم المشؤؤم 
راودهُ حلم كئيب كأن الموت يلاحقه وهو فارًا منه اكتسح السواد طريقه ظل يلتفتت باحثًا عن مخرج لم يجد،
حينها أستسلم ولم يكن أمامه خيار سوى أن يلوذ ببقعة صغيرة خبئها القدر لهُ حتى جاء موعدها المحتوم 
سُرقت ضحكته في لحظة سكون 
بات صداه يسمع في كل ركن من زوايا بيتهِ 
صدحت أجراس الحرية أستقبلها بصدر رحب دون خوف تطايرت أشلائهِ دفعة واحدة 
لم يعي ما حدث سوى قطرات دماء اصبحت قاتمة حينها انعدمت رؤياه لم يبصر شيئًا سوى ضحكات متفرقة زرعت النشوة في قلبهِ ضحكات أمه زوجته وأطفالهِ 
دعواتها بالرجوع إليهم سالمًا 
مر امامهِ كشريط سريع 
حينها أستسلم للطعنات الخارقة التي قصفت اضلعهِ دون رحمة ، رحل دون موادعة أهلهِ تناثرت روحهِ وازهقت كأنها وابل مطر متفرق 

أنتهت حياتهِ فجأة توقف الزمن وأخذ يتنفس الصعداء راحلًا إلى السماء بجوارِ ربهِ
وهكذا إنتهت رحلة أيامهِ ملازمًا سبل العيش الوحيدة لديهِ وهي " أبريق الشاي "

✍عهد سليم الفتلاوية 

ليست هناك تعليقات: