السبت، 6 فبراير 2021

قصيدة تحت عنوان {{الصمت}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{جهاد إبراهيم درويش}}



بسم الله الرحمن الرحيم

..

الصمت

..

بحر الوافر

**************************

هي الدنيا أضاقت عنك دنيانا ** لكم فيها شربت المر أحيانا

..

أنست لطيفها يوما تغازله ** وتطلق من صنوف اللحن ألوانا

..

بسحرٍ يخلبُ الألباب تنثره ** همى دفقاً يجاري الريح نشوانا

..

وتقضي الوقت ثرثرةً تنمقها ** وترجو الريم ألحاظا ووجدانا

..

لأنت الفارس الهمام قافية ** وأنت النجم لا تنفك هيمانا

..

خطبت الحسن هل حاورت أنجمه ** فدى عينيك كم قد بت جذلانا

..

نسجت الحلم حول الريم تحبكه ** وخلت الريم قد لبتك مولانا

..

تناجي العين لم تفطن لعبرتها ** كشلالٍ على الخدين غدرانا

..

رعاها الله كم بالصمت قد سمقت ** وكم قلبٍ لها قد هفَّ لهفانا

..

وكم تسبي نُهَى الألباب صامتةً ** وما فتئت .. أطارت لُبّهم آنا

..

وما جُرْمٌ سوى صمت يُطوّقها ** تحلَّت منه ياقوتاً ومرجانا

..

كتمثالٍ .. تبدَّت للورى صورا **

كساها الصمت تيجانا و ريحانا

..

ويسأل بعضهم سراً وأحجيةً ** لماذا أنت زنبقةٌ .. تحايانا

..

كفى بالصمت لا نرضاك تمثالا ** وهاتي الصوت ردي بعض نجوانا

.....................

( أُطِيلُ الصَّمْتَ لا لِلْصَمْتِ أَعْشَقُهُ

وَلكِنْ فِيْهِ دُنْيَا غَيْرُ دُنْيَانَا

..

نِدَاءٌ مِنْ وَرَاءِ الكَوْنِ أَسْمَعُهُ

فَيَبْعَثُ في حُطَامِ النَّفْس ِ إنْسَانَا )

..

أشادت فيه ألبابٌ وأفئدةٌ ** كإرثٍ قد تواصوا فيه خلانا

..

إليه العقل قاد الناس من قدمٍ ** ورسل الله قد حسبوه إحسانا

..

فكثر القول فيه السقط يفسده ** وكثر اللغو يدمي القلب خسرانا

..

سلاما صمتنا ذهبٌ لمن عقلوا ** ومن يرجون عاقبة لأخرانا

.

جهاد إبراهيم درويش

الصمت 

ليست هناك تعليقات: