أحكمت غطاء رأسها ، و راحت تشد دثارها خوفاً أن تبرز مفاتنها لمن حولها .. لم تعد تدري أهو الخجل أم خوفها من ربها ..
شعرت بالنظرات حولها، و كأنها تُجردها من براءتها .. مشاعر الفتاة البِكر التي لم تُفض بكارتها بعد .. عالم من الألغاز .. علامات الاستفهام تملأ رأسها .. و كأنها تخطو بقدميهاأعتاب باب الأحلام ..
كل الصور التي تتجمع في مُخيلتها عالم من الحب و قوس قزح تُغَطي رحاب سمائها ألوان هادئة تُخالطها آشعة شمسٍ ذهبية .. صفاء بعد غيومٍ ملبدة ملأت سماء حياتها .. حياة يملؤها النقاء
خطت بأقدامها بعد أن فقدت ذاكرتها عن الماضي - ماضي لا يحمل سوي الألم - تعلم أنه عالم الأحلام ، نقاء بلون البحر ، وفاء بلون أخضر الزرع ، تسامح بلون بياض السحاب ، ضحكات تعلو الشفاه ، موسيقي المرح تملأ الأرجاء ، ربما ما تنشده الحب ، حيث عالم لا كراهية ، لا رياء ، لا زيف ، لا كذب .. حقاً إنه عالم الأحلام ......
ترتجي أبسط الأشياء ، و ليس الغالي و الثمين ، عالم الحرية .. لا أصفاد تقيدها .. لا سياج ، اعتلت صهوة زمانها ، حيث يظل فارسها بداخلها بعد أن علمت أنه لا وجود له .. فارس الحب ،
اكتفت من الواقع ، اكتفت من الزيف بداخلها .. كل ما أرادته أن تكون إنسان بذاكرة جديدة ، بداية جديدة ، تخط سطورها وفق أحلامها .. رُبما تبدأ من مرحلة الجنين تشترط علي من احتوتها بأحشائها أن تمدها بغِذاء الوفاء و النقاء حتي يسري بِدِمائِها ، و ما دون ذلك ألوان لا تبغي ارتداءها .. إنه عالم الأحلام ، خالٍ من أصداء الماضي .. عالم بعُمق البحار ، يجهله الغواص حتي يتراءي له اللآلئ داخل الأصداف تضيء بريقاً تزيح به ستار الظلام بالأعماق ...
توقيع
أليس في بلاد العجائب
بقلمي داليا سُليمان
مِصر
19/2/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق