الأربعاء، 31 مارس 2021

ج (الثالث) من قصة {{دموع الياسمين}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


 دموع الياسمين


الجزء الثالث

أحمد لم يعد لمنزل والده تلك الليلة
والدته لم تغمض لها عين ، ولسانها لم يتوقف عن الدعاء ، ووالده كان بغرفته
مستلقيآ على السرير لكنه لم ينم .. 
أحمد سبب شقاء هذه العائلة منذ ان بلغ سن الثامنة عشر من عمره ..
ندم الوالد على مافعل .. ؟
هو يحصد مازرعت يديه ، التربية قبل كل
شيء ، كانت كل أحلام الوالد قد وضعها
بمستقبل هذا الشاب ، لكنه لم يحسن التصرف ، منحه كل شيء ، وسلبه أحمد 
كل شيء .. 
إبيض شعر أبيه وأصيب بعدة امراض مزمنة بسبب تصرفاته .. 
وبعد صلاة العشاء من اليوم التالي دخل احمد وكانه لم يفعل أي شيء .. 
حاولت والدته ان تتحدث معه لكنه تجاهلها وأكمل طريقه لغرفته .. 
أستمر الحال على ماهو عليه .. 
احمد يكيل بمكيالين .. ؟
مع شذى هو ملاك هبط عليها من السماء
ومع أسرته هو شيطان رجيم ..
علاجها دام لمدة عامين ، صرف على علاجها مبلغ كبير جدآ ، كانت مؤمنة بالقدر وبقدرة الله عز وجل ، متماسكة واثقة من ربها ومن نفسها ، تساقط شعر رأسها
من تأثير الجرع الكيمياوية .. 
كان كل يوم يقطف أحمد ياسمينة من حديقة منزلهم ويهديها لحبيبته .. 
كان وجوده بعلم والدتها ، تلك السيدة الذكية التي إستغلت وجوده أبشع إستغلال
لمصلحة إبنتها .. 
وجوده بقربها وحبه المفرط لها كان عامل مساعد بمراحل مرضها وعلاجها ..
بعد فترة العلاج ، ونتيجة تماسكها وقوة شخصيتها ، بدأت الخلايا السرطانية تختفي من جسدها تدريجيآ ، عادت لمقاعد الدراسة هي طالبة جامعية ، تمكنت من ان تفرض نفسها على أرض الواقع ، طلبت من أحمد ان يهتم بمستقبله ، لقد فشل بدراسته ولابد له من التعويض .. 
لم يفهم احمد اي شخص بهذه الدنيا مثل شذى ، رغم شراسته وشجاعته المفرطة ولسانه السليط  .. ؟
كان بداخله طفل مشوه الملامح لايعرف ماذا يريد دائم التعلق والبكاء حائر النظرات مشوه الأفكار ..
رغم كل تلك التضحيات التي قدمها احمد أثناء مرضها وعلاجها ، وإلتصاقه فيها كظلها ، لكنه لم يكن فارس أحلامها .. ؟
بداية الامر بادلته الشعور وبنهاية المطاف لم يتمكن من ان يثبت لها جدارته بان يكون فارسها الذي تنتظره لياخذها معه على ظهر جواده الابيض الاصيل ، موقفها لم يأتي من فراغ ، مهما كانت المرأة 
هي في النهاية تعشق أنوثتها ، تعشق الرجل الذي يشعرها بأنوثتها وبالأمان  وأحمد لم يكن كذلك ..
بالعكس كان كالعجين بين يديها .. 
فقدت الشعور بالأمان معه ، هذه حياة وليست نزهة ، هي تريد شريكآ حقيقي يتحمل مسؤوليات الحياة معها .. 
وسبب هذه القناعة التي تولدت عند شذى .. ؟
هو ذاته أحمد .. !
كان يتباها بأنه يتطاول على والده ووالدته وشقيقه وشقيقاته .. 
وحدثها عن صولاته وجولاته وانواع العذاب الذي سقاه لوالده بالذات ..
وبإستهزاء كان يحدثها ضاحكآ عن دعاء والده عليه .. 
وحدثها عن مغامراته العاطفية التي سبقت علاقته فيها
تأكدت حينها بأنه سيفشل في حياته .. 
لأن غضب الله من غضب الوالدين
بعد ان أخبرها الطبيب بأنها إكتسبت الشفاء التام ، وستبقى فترة ليست بالقصيرة تأخذ عدة أنواع من العلاجات ، والفحص الدوري كل ثلاثة أشهر ولمدة خمسة أعوام متتالية
ليتأكدوا من الشفاء التام من هذا المرض الخطير ، مرض الاغنياء والعياذ بالله منه
لان تكاليف العلاج باهظة الثمن ..
بعد ان تأكدت من سلامتها .. ؟
إتخذت قرارها بإنهاء العلاقة التي تربطها مع أحمد ..
كانت صاحبة قرار وبدأت التنفيذ مباشرة 
تغيرت طريقة حديثها معه وتباعدت فترات تواصلها ، لاحظ أحمد تغير موقف شذى تجاهه .. 
هذا الأمر إنعكس على تصرفاته ، وصب جل غضبه على أسرته ..
حاول التواصل معها لكنه لم يفلح بتلك المحاولات ..
قرر ان يتقدم لخطبتها ، أجبر والدتها على ان تذهب لتطلب يدها ، رضخت لرغبته رغم معارضة والده  ..
ذهبت والدته وخطبتها من والدته ، لم تتاخر بالرد والدة شذى بالرد  .. 
بالعكس كان الرفض قرارها .. 
 أخبرته بالامر .. 
طلب منها تكرار المحاولة .. 
كررت الوالدة محاولة خطبتها .. 
لكن القرار كان قد أتخذ وإنتهى الأمر
جن جنون أحمد .. 
هدد وتوعد وأزبد وأرعد وأقسم على الإنتقام ..  

                             يتبع

                                     جاسم الشهواني
                                            العراق

ليست هناك تعليقات: