ذكرى
مِنْ هُنْا
وَفْي هَذْا الْمَكَانْ
عَلْىَ مَشَارِفِ ذَلِكَ الْبُسْتْانْ
وُلِدَحُبُ الْياسَمْينِ وَالْبَيلَسَانْ
فَاحَ الْأَرِيجُ
وَأَزْهَرَ السْوسَنُ وَالرْيحَانْ
شَدَتْ بَلْاَبِلُ الْفَجْرِ شَدْوَهَا طَرَبَا
"وَنَقَشَتْ طَلْاَسِمَهَا عَلْىَ الْغُصْنِ
وأَخَذَتْ الْمَولُودَ بِالْأَحْضَانْ
كُشِفَ أَمْرُ ذَلِكَ الْحُبُ
فَحَدَثَ مْالَمْ يَكُنْ فِيْ الْحُسْبَانْ
عَقَدَالْقَدَرُ عُقَدَهُ
وَنَفَثَ سِحْرُهُ فْيْ قَعْرِ فِنْجَانْ
وَالْبَلْابِلِ قَضَمَ حَنْاجِرَهَا
وَحُلْمُ عُمْرٍ دَفَنَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ
فَرَصَدَهُ مَلِكُ الْجَانْ
أَتَىَ الْحَنْينُ لِيَنْبِشَ قَبْرَ هُ
لْيَنْفُخَ فْيه مِنَ الرْوحِ قَدْرَ الْإِمْكَانْ
اسْتَيقِظْ
اسْتَيقِظْ أَيُهَا الْحُلُمِ
فَأنَا .. هُنْا
وَهَلْ تَدُبُ الْحَياةُ بِالْأَمْواتِ
فَهُو فْي طَيْ النْسْيانْ
أَيُ صَمْتٍ سَكَنَ الْمَكَان
وَأَيُ خُوفِ اسْتَوطَنَ الشُعُورُ
وَغَادَةُ الْياسَمِيِنِ بَاهِتَةِ الْأَلْوَانْ
ذَكْرَياتٌ وَصُورٌ مُهْتَرِئةٌ
وَعَنَاكِبٌ سُودٌ
نَسَجَتْ خُيوطَهَا عَلَىَ الْجُدْرَانْ
فَمَابَالُ الزَنْابِقِ
تَتَجَرَعُ الْحُزْنَ بِشَرَاهَةٍ
فَأسْقْتُ بٍحَمَاقَتِهَا الْوَرْدَ
فَقَتَلَتْهُ شَوقَا"
وَبَرَاعِمُ الْبُؤسِ
كَحَيَةٍ تَلْتَفُ لِتَلْتَهِمَ سَاقَ الْأُقْحُوانْ
فَكَيفَ لِطَيرٍ أَنْ يَبْنْي عُشَهْ
وَهُوَ فَاقِدٌ لِلْأَمْانْ
صوفي محمد خير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق