🌷🌷غيبوبة🌷🌷
قصة قصيرة .
من وحي الواقع.
كعادتها الآنسة فاطمة، ركبت دراجتها النارية للذهاب باكرا إلى العمل، محملة بأتعاب أسرتها الكبيرة فوق ظهرها كما تحمل حقيبة يدها،
بينما هي في طريقها الطويل تمر سيارة أجرة في سباقهما للبحث عن الزبائن تُسقطها أرضا،
كانت حادثة سير، فقدت فيها وعيها، وهرب السائق تاركا وراءه المصابة بدون أن يعيرها أدنى اهتمام .
تُنقل فاطمة إلى المستشفى تحت تأثير الصدمة ما بين الحياة والموت.
فاقدة وعيها الحسي، لكن وعيها الروحي يرافقها دائما في كل لحظات البؤس المعيشة.
تقضي الليلة في غرفة الإنعاش،
بين أنين المرضى وألم السقطة،
يأتي الممرض عمر، طويل القامة ضعيف البنية يكشر عن أنيابه لالتهام اللحم الطري .
يسدل الستار عليها ويحاول نزع ملابس الشابة التي تقاوم وهي ما بين الحياة والموت .
تطلب الاستغاثة بصوت خافت تحت تأثير المخدر الطبي وهي ترفض رفضا باتا الخضوع لثأثيره، ويبقى الوعي الروحي حاضرا ومركزا على الدفاع عن العرض والشرف .
يسقط الجسم من أعلى السرير، طالبا الفرار والذهاب إلى الحمام لتغسل فاطمة وجهها، في محاولة البحث عن الوعي الجسدي ، يرافقها عمر ليحاول الاختلاء بها في الحمام، ترفض فاطمة وتجر جسدها بصعوبة، لكأنها سكران ثمل يحاول الاستفاقة من سكره.
يدرك عمر الممرض أن لا جدوى من المحاولة، لأن وعي المريضة يقظ تماما لكن رغبة الوحش الشرس في أكل اللحوم النيئة، جعلته يحاول محاولة أخيرة، ويرفع ذلك الجسد المنهك، ليحاول مده في فراشه على الأرض في مكتبه .
لكن فاطمة بالرغم من تلك الغيبوبة تقاوم وتصرخ وتجر جسمها مقاومة كل أفعاله لينتهي بها المطاف لسريرها في غرفة الإنعاش .
تبيت ليلتها تقاوم وترفض الاستسلام للتأثير المخدر الطبي ،
وبين الفينة والأخرى كان الذئب المفترس يحاول أن يتفقد فريسته ليأكلها، وعندما يجد المقاومة يكشر عن أنيابه ويبتعد.
في الصباح الباكر قبل مجيء الطبيب يضع المريضة في غرفة أخرى، ويهيئ ملف المريضة للخروج، لكي لا يفتضح أمره، لأنه أدرك أن المريضة التقطت صورته في ذاكرتها.
في دورته الاعتيادية يمر الطبيب على المرضى ويجد المريضة ما بين الحياة والموت، وفوق صدرها ملف الخروج ويصرخ على الممرض:
لماذا أخرجت من غرفة الإنعاش وهي لا زالت فاقدة وعيها؟؟!!
تشد المريضة على يد الدكتور وتهمهم :
اتركني هنا دكتور
أنا بخير .
يقوم الدكتور بمهمة العلاج .ويقرر مكوث المريضة عشرين يوما بالمستشفى،
كانت ضربة حادثة السير
قد أثرت على الصدر والرئتين والقلب ،
ضربتان قاضيتان وصورة من صور قهر الجنس الخشن على الأنتى.
تلتف المريضات على الشابة لمساعدتها على تمشيط شعرها وتنظيف ما علق بها من تراب من جراء الحادثة. وتبدأ قصة المقاومة والحرب الباردة في المستشفى .
لَعينٌ يقتنص فرص اغتصاب فتيات في غرفة الإنعاش وهن تحت تأثير
المخدر الطبي ،
اللعنة أين هو الضمير الطبي ؟
سحقا لكل شيء!! !
كيف يمكن تفسير وإيجاد أجوبة لكل هذه الأسئلة؟
منْ سيصدق أنها بريئة من الزنا،
إن خرجت الشابة حاملا من المستشفى؟
كيف ستعرف من هو أبوه؟
وهي لم تُسلم جسدها قط لبشر ؟
من سيعتقد أنها مريم العذراء؟
حاشَ لله!!!
ألف سؤال وسؤال؟
وإن فقدت عذريتها وهي لا تعلم؟
كيف ستواجه زوج المستقبل ؟
لقد كانت تحث تأثير المخدر الطبي؟
جنون ألف سؤال بدون جواب!!!
الحمد لله أن هذه الأسئلة فرضية!!!
لأن الوعي الروحي كان يقظا !
يد المنكوبة على خدها طوال النهار تفكر في المصير وهي بين براثن الثعالب عشرين يوما .
يأتي المساء .ويدخل عمر، الذئب الشرس باحثا عن المريضة ويتبادلان النظرات، نظرات التوعد ونظرات التهديد.
تفهم فاطمة أنها لن تخرج من المستشفى حية، وتتأهب لخوض المعركة بهدوء ، معركة ما بين الحياة والموت.
يأتي الممرض الحاج في دورة إعطاء الدواء ويعطيها حبتين من الدواء ويطلب منها ابتلاعهما،
لكن ذكاء فاطمة التي كانت تتتبع خطوات الممرض جعلتها تراه من أين أخد الأقراص.
ابتلعت فاطمة قرصا واحدا وتأهبت للرحيل، ووضعت القرص الآخر تحت السرير، أدركت أنها مهددة بالقتل .
بعد خروج الممرض مباشرة طلبت من المريضة بجانبها الماء وبدأت بغسل معدتها، تشرب ماءً وتستفرغ طوال الليل، فالأقراص التي أعطاها إياها كانت لمريضة بالقلب وجرعة زائدة تؤدي لجلطة قلبية و للوفاة حتما.
تخرج منها كالشعرة من العجين .
وتقضيي فاطمة العشرين يوما ما بين بسمة التوعد ونظرة التهديد .
وهي تطلب من الله أن يخرجها من بين براثن الذئاب .
إلى أن خرجت من المستشفى آمنة بإذن الله، وبعدها بأيام تتلقى خبر القبض على الممرض عمر، وهو في حالة تلبس، ويزج به في السجن.
🌷🌷فاطمة الجلاوي 🌷🌷🌷
🌷🌷🌷18\03\2021🌷🌷
✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍✍
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق