الجمعة، 7 مايو 2021

نص نثري تحت عنوان {{إلى ولدي}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{زهير همامي}}


إلى ولدي

لا أريدك أن تولد 
على فراش العدد
يا فلذة كبدي...
ستكبر قبل أوانك 
و تعلم من أحرق السنابل
 ضع على جبين الأيام 
أكاليل زيتون...
و اعتصر رحيق القنابل
في راحتيك تنبت براعم
تهتف باسم الوطن... 
و إياك أن تضل طريقك
في رحلتك إليك...
ستكون حافيا من كل ذكرى
و من رماد السنين 
ستوقد شعلة الأمل...
و ترتق فجوات جرحنا 
و تجعل بينك و بين الطيبين
جسر خبز و ملح...
قد نلتقي في ذاكرة المكان
سأشكرك كثيرا يا قرة عيني
حين تتفرغ للحياة ...
غادر إطارك و الحلم دثارك
و في أهداب الصمت 
خبئ صهيل ألمك...
و في صقيع الذاكرة
 اطو مرارتك و حاجتك...
أصابعي ثملة مخضبة
 بأقاحي السكينة... 
من براثن العدم تنتشلك...
و بيد من وجع ...
و منديل شوقي المعتق
لوحت اليك... ما أجملك...
يا فرحة عمري المكلل
أشتاقك قبل أن أودعك
خلف مسافات حزني
أعتصر شفاه قلمي...
 لأنثر على بساط اللغة
 أن  يومي و غدي
لن يعتدل إلا بك...
لن تكون مشردا 
على رصيف البؤس 
أنت الذي نلت العقوبة
منذ ولادتك...
فوطنك الحاني الرؤوم
بعد أن كان ملاذك 
بات في أزقة الفراغ 
سبب قهرك و ألمك...

زهير همامي

تونس 

ليست هناك تعليقات: