عزيزي صاحب الظل الطويل
بسم الحب الذي ينبع من قلبي ليحيط بكَ من جميعِ الجهات ..
اما بعد
حبيبي، كيف حالك؟
مرّ وقت طويل لم أكتبَ لك .
الأيام تمضي كأنها تهرول خلف العمر، والعمر بات يقف خائفًا على حافة الهاوية..
تعثرت الأحلام فسقطت بين أكف الحقيقة، فأفاقت من غفلتها أخيرًا، لتجد نفسها وسط حطام الروح، تحيطها أشلاء الماضي والحاضر.
حبيبي..
كم أتوق للرؤيتك ،
أُريد أن أخبرك منذ أسابيع وأنا أشعر بمزاج سيء، متعبةً مرهقةً، يلازمُني ضيقُ الأنفاسِ حتى يكادُ يسحقُ أضلعي، يتأرجحُ نبضي على وقعِ عاصفةِ الشجون، شعورٌ غريبٌ داهمَ عقلي، فلَوَّثَ البصيرةَ المتلبدةَ بدخانِ القلقِ والجنون،
قررت أن أكون شجاعةّ وأطلبك هاتفيًا، ولو تعلم كم كنتُ أرتجف وأنا أضغط على تلك الأرقام الخرساء وكم كنت متوترةّ وأنا أستمع للرنين المتقطع في انتظار أستجابتك، ليتك رأيتني حين جاءني صوتك، يقهر المسافات ليخطف كل الباقي من اتزاني، ودددتُ أخبرُكَ أني أريدُ رؤيتكَ تواً، لكن كبحتُ جماحَ تلكَ الرغبة، استلقيتُ على سريري عَلَّني أغطُّ في نومٍ عميق، أخففُ بها وطأة الاحتراقِ من لهيبِ الشوق لك ، وأتدثرُ من لسعةِ صقيعِ الغياب، لم أستطع أن أغفوَ إلا لحظاتٍ قليلةً، جلستُ أرقبُ الساعةَ لأراها تتبخترُ بمرح ولا مبالاة، تمرُّ أمامي بخطواتٍ أبطأ من السلحفاة، كأنها تنافسُ رتابةَ أوقاتي الحرجة. وتقطعُ أوردةَ الهدوء، بهديرِ قلبٍ قد أنهكَهُ الحنينُ للقاءك.
ربما يا حبيبي نحن لسنا متشابهين، لكنْ أدركُ تماماً أني الأقربُ لقلبِكَ، والصدرُ الأحن لك، و ربما لا تدري أنكَ النبضُ لقلبي، والروحُ لجسدي، والملاذُ الهادئُ في ضوضاءِ هذا العالم..
أتعلم يا بلسم الروح ..
أيقنتُ أني أحبكَ عشراتِ أضعافِ مما أبوحُ لك، حباً يفوقُ كلَّ وصفٍ قد تنثرُهُ حروفُ الأبجديةِ في أيَّةِ لغة..
أحبك بقدر جرأتي على الاعتراف بها بين ثنايا السطور، وأمام الملأ ، وبقدر عجزي للوصول إليك .
أكتب لكَ وربما تكون هذه الكلمات آخر ما أكتب، فلتكن ذكرياتي في خيالك جميلة وأذكرني بالخير إن قررت يوماً الحديث عني لأحد، حتى لو كانت أوراقك ألبيضاء.
مع حبي المكلل بالود
المخلصة ندى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق