عزيزتي
عزيزتي
أفتقدك كثيرا
لا أراك إلا خيالا
ولا أرى حبك إلا سرابا
أنتظرك أنتظر طيفك
في كل وقت
لا أنت تأتي
ولا طيفك يأتيني
تسكعت في كل شارع
وبعد أن
أتعبني المسير جلست
على مقعد خشبي
في حديقة مهجورة
وحيدا أختلي بنفسي
جاء الخريف
يحمل بين طياته
رياح الشوق
اهتزت الأغصان
وارتمت الأوراق
على جسدي المنهك
وبدأ اليأس
ينهش في روحي
وبدأ الصراع
بيني وبين الانتظار
داهمني الوقت
مر علي
الشتاء يعصف بالأمطار
امتلأ المكان
بجنون البرد
برائحة الصقيع
بدأت أرتجف
وتجمدت الدماء في أوردتي
تألمت صبرت وكابرت
تحملت العذاب
ووصلت الليل بالنهار
ثم أتى الربيع
غردت الطيور
تفتحت الأزهار
تهافتت الفراشات
وتعطر الهواء بنسيم عطرك استنشقت عبق أنفاسك
وبدأ الاشتياق
يثور ويحطم
في جدران قلبي
تملكني الخوف
سطعت شمس الصيف
اشتد الحنين
تعالت أنفاس روحي
وأنا أنتظرك لم تأتي
أفتقدك كثيرا
هلهل خريف عمري
غفت نسائم صيفي
ذبلت أزهار ربيعي
ولم أعد أحتمل
برد شتائي
صحرائي عطشى
شباب أيامي قد ولى
تلاشت كل أحلامي
وبدأت أتكئ على
جراحاتي وأحزاني
أين أنت ياعزيزتي
مضت أعوام وأنا مكاني
أفتقدك كثيرا
حين أصبح وحيدا
في جوف الليل
حين تسكت الأصوات
حين تغزو مخيلتي
ذكرياتنا الجميلة
حين يشدو على
مسامعي همسك
أحتار في أمري
أشعر بالسعادة
ثم يحاصرني الحزن
تهرب من قلبي الطمأنينة
تنهار أعصابي
أنا لست أنا
أفتقد لدفء أحضانك
لحنين نظراتك
للمسة يدك أحتاج
عزيزتي
اسمحي لطيفك
أن يغرد في ليلي
أما كفى أنت لا أراك
لن أنساك أنا
لن أنسى هواك
لن أتخلى عن حبك
أنت في ممرات روحي تتواجدين
وتتبخترين بين الشرايين
كلما رأيت طيفك يلامسني
أحاول أن أضمه
لا أستطيع إدراكه
يختفي بين ضباب الليل
أتوه في أفكاري
وأبدأ بالتفاوض مع الليل
لعله يمدني بوقت قليل
لعله يمدني بالحنين
ماأقساه أحيانا
لايطفئ لهيب أشواق
ولا يرحم
دموع من يشتاق
ابتزني كثيرا وذلني كثيرا
ياليل العاشقين
كن رحيما
على من عشق مرافقتك
ياليل العاشقين
حبيبتي
متلحفة برداء القمر
حدثتك مرارا عنها
عن عشقها
أصبحت تعلم
من هي ومن تكون
وأين تكون
ياليل العاشقين
هي أمنية
دع طيفها يأتيني
ولو برهة
أغفو على صدره
قليلا كطفل
فقد الحنان والأمان
هل تتحقق أمنيتي
قبل أن تأخذني المنية
ويحضنني قبري
ياخليل آهاتي
يامؤنسي في حيرتي
حبيبتي
غفت في مدينة النسيان
وأعلم أنها لم تأتي
ولن أراها مجددا
وأبقى على ما أنا عليه
أراها خيالا
وأنتظر حبا من سراب
الشاعر
حسين عطاالله حيدر
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق