الخميس، 10 يونيو 2021

نص نثري تحت عنوان{{لحظة هدوء}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة {{ملاك نورة حمادي}}


* لحظة هدوء * 

ياليتني استطيع الهرب من كل هذا الصخب والضجيج ..
كم هي ثمينة لحظة من الهدوء لأغتنمها واحتفل مع ذاتي بوحدتي .. بهذه الفترة أُفضلُ أبعاد غرفتي فهي تكفيني 
لخلق عالم من الحقيقة بعيد عن زيف الدنيا 
على طاولتي الصغيرة يسكن الكثير من النصوص ..هذه النصوص تتناثر هنا وهناك ..أشبه بالأيام الباردة الغير مكتملة الأفكار ..
منذ متى هرب الدفء من بين أسطري .. فر هاربا دون اخباري .. أم هذا هو خياري ؟ 
بزوايا الغرفة يتجول الكثير من الأشباح المجانين .. 
يسرقون أي فكرة تطير بفضاء الغرفة .
لا أنكر أنهم يتقاسمون الأحزان معي .. يتقاسمون هذا الغياب الممل .. متى تعود ؟ 
هنا بهذا الركن الصغير ..أمارس حرية مطلقة ..حرة من التبعية لقوانين البشرية .. حرة من قيود الأعراف 

إني أتنفس ببطىء .. بصعوبة .. لا أمتلك الوعي الكامل 
في هذه اللحظة أريد أن أتعرى من روحي ومن كل ما يربطني بالحياة .. أكون مجهولة .. منسية بالكامل .. 
بلا هوية  .. أن يمحى إسمى من الوجود  ..
لو كان بإمكاني تقييد  مشاعري وأحاسيسي داخل هذه الأبعاد .. لكنها تعاندي تحزم الحنين في حقيبة  وتسافر رغماً عني .. مع أسراب طوير في رحلة للموت  
افتح باب خزانة الذاكرة .. تسقط منه الرسائل المبللة بالإنتظار التى تنتظر أن أفتحها لكن  الفضول عني أخذ إجازة منذ مدة  ولا يقوى على الرجوع .. 
فقط أود الأستلقاء على اريكتي  .. والتحديق للسقف ..
هذه الأريكة للتي باتت تنبعث منها رائحة الأموات ..  

أحاول أخذ نفس عميق .. لكن لا استطيع ..ربما هواء الغرفة غير كاف .. أو أن الأكسجين اعتزلها ..من هول 
ما يمر بها .. لكن عليّا أن أتنفس لأشعر بوجودي 
فقط للحظة واحدة .. وبعدها ليس لدي مانع في استقبال الموت 
كأي شخص عاش ثم مات .. لا أن أمارس الموت و أنا على قيد الحياة 
أفتح النافذة فيداهمني صوت الريح ..  صوت الريح يؤذيني  .. يلفحني حنينا  .. ويقتلني شوقا .. يحمل معه  صوت الغائبين  .. أعود مسرعةً لإغلاق نفسي عليها  .. 

يتسلل الظلام خلسة لملامحي .. نمتزج و نصبح قطعة واحدة ...أغمض عيناىّ ..و أمارس غيبوبتي اليومية .. 

ملاك نورة حمادي 
الجزائر 

09/06/2021 

ليست هناك تعليقات: