عجبتُ لضرغامٍ تباحُ سرادقُه
...
عجبتُ لضرغامٍ تباحُ سرادقُه
وتسعفُ أرآمٌ وهنَّ صواعقُه
تجلّى سناها في الظلام وإنّما
تهلّلَ وجهٌ كالبدورِ بيارقُه
لعبنَ بهجران الحبيب ووصلَهُ
فهنّ صحاريهِ وهنّ حدائقُه
ترددَ في وصل الحبيبِ فؤادُها
تراجعُ أحيانًا و حينًا تفارقُه
أحدُّ من السيف الصقيلِ لسانُها
وتنطق أحيانًا عبيرًا نواطقُه
نوازل في لب الفؤاد شواغفًا
فهنّ أمانيه وهنّ شوائقُه
يغرن على قلب الغيور من الهوى
وهنَّ سواطيهِ فأين سوارقُه
سطون بأسيافٍ عليهِ وألسنٍ
يقلن لا تحزن وهنّ فوالقُه
يلين على أيدي الكماة شديدها
وتنفر أحيانا نفورًا يطالقُه
تحطُّ على قلب العزيز مخالبًا
كما انقضَّ من جوِّ السماءِ بواشقُه
إذا رمن سبقًا في الزمان فإنّما
يطرنَ سراعًا كالهواء تلاحقُه
يسائلنَ ربًّا إن أقمتَ وإن تجرْ
فهنّ على دينِ القويمِ حوالقُه
وربَّ نسيج لا يطالُ وشيجُهُ
إذا لم يقتنعنَ فهنّ شواققُه
تراعي نقضيًا والنقيضُ بغيضُها
تراضي فتاها والعيونُ تراشقُه
وتخلطُ أيام الصفاء بكدرةٍ.
كأنّ الصفا حِبًّا وهنَّ عواشقُه
تبكّي على فقد الفُتيِّ ثواكلًا
يقتّلنَهُ عمدًا وهنَّ صوالقُه
لها خلتانِ أُذهِلَ الصبُّ فيهما
فطورًا تعاديه وطورًا تصادقُه
فإمّابداها بالسلام محبّةً
ينام قريرًا كالحريرِ نمارقُه
وإمّا بداها بالجفاء وبغضةٍ
يعيش طوال الدهر تذوي شقائقُه
فما كلُّ مهزومٍ يسرُّكَ نصرُهُ
ولا كلُّ مَن تهوى يسرُّك ناطقُه
إذا أنت لم تحفظ صيانة جانبٍ
أضعت سنا مجدٍ وكنتَ تطابقُه
وربَّ فقيرٍ قد تضائلَ منظرًا
وإنّ به طودًا تقضُّ شواهقُه
تظلُّ له قرُّ العيون نواكسًا
تدنو أقاصيه وتزكو خلائقُه
فلو أنّ له عند النجومِ مطالبًا
لأسرى إليها والنجومُ مواثقُه
إذا طلبت منه قطيعةُ واصلٍ
توقّدُ عيناهُ وشابت مفارقُه
فلا تسألَنهُ ما يضيمُك سائلًا
فإنّ له عزمًا لا يطيشُ مراهقُه
فأكرمْ بأصلٍ لا تنالُ فروعُهُ
وثمار مجدٍ لا تُمجُّ ذوائقُه
إذا أنت لم تحفظ وصيةَ والدٍ
نصيحٍ بإشفاقٍ فإنّكَ عاققُه
ويومٍ من الدهر يروعك وقعهُ
توصّلُ واشيهِ بشرٍّ يسابقُه
صبرتُ له نفسًا قويًّا شكيمُها
ترى اليأس مغلوبًا تُسَدُّ طرائقُه
تسيرُ على نهج الكرام حثيثةً
وتختار حرًّا واضحاتٍ حقائقُه
تمرُّ بأطلالِ الأحبة بكرةً
ترددُ فيها الناظراتِ بوائقُه
ألا تبصرانِ للحبيب بقيةً
تفجّر ساقيه فأخمدَ حارقُه
كبيت مجدٍّ قد تغيّبَ سعدُهُ
أعيدت سواريه وجاءت صدائقُه
وما اشتد جدبُ الأرض إلا أغاثها
سحابٌ وديقٌ قد تهلل بارقُه
فينبت ما أبقى بقاياهُ من النوى
فسائلَ طودٍ لاتنالُ سوامقُه
وما اليسر إلا كالخميس مسيرُهُ
تلوح ضحًى راياتُه وبيارقُه
فلابد يومًا أن تغيبَ نحوسُهُ
وتشرقُ فينا بعد غيبٍ مشارقُه
..
🇮🇶 الشاعر عبد القادر الموصلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق