غبتِ عني...!؟
________
غِبتِ عنّي ...!?
و حواليكِ حمَامَاتُ السَّماءْ
غبتِ عنّي ...؟!
و نسيتِ أنكِ فُلُّ الشَّقاءْ ...!!
هل أنا مثلُ صباحٍ ، أو أقاحٍ عندَكِ
إنكِ لونُ الصباح
لا وربي ، و المساءْ
غبتِ عني ...
أعرفُ المسرَى الحزينَ
أعرفُ الشوقَ الدَّفينَ
أعرفُ النبضَ الذي
مَرَّ فِيَّ
مِنْ هناكَ ، من شراييني وخفقي
مثلما نبعٌ وماءْ
غبتِ عنّي
العناقيدُ سَكِرْنَ ، و رمينَ الخمرَ
في كلّ الدلاءْ ...
مرري قلبي إليكِ ، وتمنّي ، و تشَّهي ، و تغنّي فيه
ما شئتِ ، يشاءْ
لونّيني ...
مثلما لونُ قناديلِ الغناءْ
و اغرفي أنداءَ روحي
و اعلمي أنّ مواعيدي نِداءْ
و املأي قلبي حنيناً ، و أنيناً
و اجعليني من ترانيم العيونِ
و الجفونِ
مِنْ مُنَى قلبي سواءْ
و اجعلي شريانَ قلبي
دفقَ نبعي ، جفنَ عيني ، و النقاء
و اجعليني لهفة القلبِ الحنونِ
رعشةَ العينِ التي
كلُّ ما فيها ، تمنّتكِ رجاء
غبتِ عنّي ...!؟
أنتِ مني ، كلُّ شيء
أنتِ مني شهقةُ الأنفاس تبدو
مثلَ رمشِ العينِ تبدو
في شهيقي و زفيري وعيوني
و العناءْ ...
غبتِ عني ...؟!
كيف للخفق يغيبُ ...!!؟
لا وربِّي ، إنكِ مني جنوني ، وشجوني
وتفاصيلُ الدِّماءْ ...!!
غِبتِ عني ...؟ !
لا وربّي إنك البدر الذي عن عيوني
لا يغيب
إنك فيّ دوائي والطبيبُ
إنك فيّ قناديل الضياءْ ...!!
غبتِ عنّي ...؟!
فلتغيبي..
إنني فيكِ كمجنونٍ بليلى
إنني فيكِ سويعاتُ الصباحِ
و المساءْ ...!!
سهيل أحمد درويش
سوريا _ جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق