- قتيلُ الزَّوجةِ الحمقاءِ -
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين )
(سُجِّلت حالة وفة لرجل أربعيني بعد أخذه الجرعة الثانية من لقاح كورونا ..حيث تبيَّن ومن خلال تقرير الطبِّ العدلي ان المتوفي قد أخذ الجرعة الثانية من اللقاح وعادَ مسرعا إلى البيت وهو يُنادي : ( أخذتُ الثانية أخذتُ الثانية ).. فسمعت بذلك زوجتهُ وظنَّت انهُ قد تزوَّجَ عليها امراةً ثانية فضريتهُ بقطعةٍ حديديّةٍ على رأسهِ ممَّا تسبَّبَ بوفاتهِ فورا . إنَّا لله وإنا إليهِ راجعون .)) .
وقد نظمتُ هذه الابيات الشعريّة ارتجالا بعد أن قرأت هذا الخبر الظريف. وربمَّا تكون هذه مزحة ومن أجل الضحك والدعابة ..
هيَ الدنيا متاعٌ للغرورِ وتبقى للمآسي والشّرُورِ
وتبقى مسرحَ الإجرامِ دومًا وَمرتعَ كلِّ أصحابِ الفجورِ
قتيلُ الزوجةِ الحمقاءِ أضحَى مثالا بينَ مُجتمعِ الذكورِ
مثالا للسَّذاجةِ كانَ هشًّا ولم يَدْرِ بعاقبةِ الأمورِ
قضى مُسْتَشهِدًا من دونِ ذنبٍ فيا للحزنِ من هذا المصيرِ
لقد نالَ المنايا من حرونٍ تفجَّرَ غيضُها مثلَ السَّعيرِ
عليهِ رحمةٌ من كلِّ صوبٍ سيبكيهِ الكبيرُ إلى الصَّغيرِ
وتحت التّرب أضحى الآن مُلقًى ولا يحيا إلى يومِ النشورِ
وإنَّ الموتَ حقٌّ في عبادٍ وكلٌّ سالِكٌ نفسَ المسيرِ
وكم موتٍ يُشرِّفُ كلَّ حُرٍّ وموتٍ للذّليلِ وَللحقيرِ
وموتٍ فيهِ قد ترتاحُ نفسٌ من الآلامِ والهمِّ الكبيرِ
وما للمرءِ خيرٌ من حياةٍ إذا عاشَ المهانةَ كالحميرِ
ويقضي العُمرَ منبوذًا ذليلا وفي الأوحَالِ كالكلبِ الضَّريرِ
وكم زوح ٍ يعيشُ العمرَ غمًّا وليسَ لهُ بيومٍ من سرورِ
وكم زوج ٍ يُطأطِىءُ في خنوع ٍ يُساقُ بزوجةٍ مثلَ البعيرِ
أبو البدرِ* المثالُ لكلِّ زوج ٍ ذليلٍ أخرق ٍ نهمٍ طريرِ
وهذا الزوجُ ماتَ صريعَ طيش ٍ ورمزٌ للبلاهةِ والفتورِ
لقد نالَ الشهادةَ دونَ جُهدٍ وَيُضحكُ موتُهُ أهلَ القبورِ
لقد نالَ الشهادةَ دونَ حربٍ وضربٍ ثمَ طعنٍ في الصُّدورِ
جنانُ الخلدِ منزلهُ المُفدَّى وحورٌ حولهُ مثلُ البدُورِ
وفيها يرتعُ الأبرارُ دومًا ليهنأ بالنَّعيمِ وبالسُّرورِ
( شعر : الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين )
.................................................................................
*1 ) أبو بدر في المسلسل التلفزيوني ( باب الحارة ) الرجل الأهبل والمسكين والمغلوب على أمره الذي تحكمه امرأتهُ وَتُسيِّرُهُ كما تشاء.
..............................................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق