السبت، 21 أغسطس 2021

نص نثري تحت عنوان{{ أنا اليوم ضائعٌ بدونك يا أمي }} بقلم الشاعر السوري القدير الاستاذ {{محمد سامر الشيخ طه}}


أنا اليوم ضائعٌ بدونك يا أمي 


عندما كنتُ صغيراً في الرابعة أو الخامسة من عمري ،كانت أمي تصحبني معها إلى السوق ، وكانت تمسك بيدي في الزحام ، وأنا كنتُ أتفرَّس في وجوه المارة ، وجوهٌ لا أعرفها وأناسٌ لم يسبق لي أن رأيتهم من قبل، غير أن يد أمي التي كانت تمسك بيدي هي التي كانت تبعث في قلبي الطمأنينة
حتى إذا ما وقفتْ أمي للحظة لتشتري شيئاً ما وتركتْ يدي والتفتُّ حولي فلم أرها، شعرتُ بالضياع وبأن قلبي يكاد يُنتزع من صدري وإذا بدموعي تنهال على خدِّي كشلال
إلى أن أراها ثانيةً وتعود لتمسك بيدي من جديد فيهدأ قلبي وتكفكف دموعي فأبتسم
اليوم وبعد خمسين عاماً ينتابني نفس الشعور بالضياع فقد فقدتُ أمي ولم تعد تمسك بيدي للأبد ، لقد ماتت أمي فكيف سيهدأ قلبي بعد اليوم ومن سيكفكف دموعي التي لم تعد تتوقف أبداً
أنا اليوم ضائعٌ بدونك يا أمي ولن أجد نفسي بعد اليوم
وأنا الذي قلت فيكِ سابقاً:
لأنَّ أمي إذا ما أمسكت بيدي
                           تعود روحي وقد فاضت إلى جسدي
فمن سيعيد روحي إلى جسدي وقد فقدتُ يدك التي كانت تمسك بيدي
                         

   سامر الشيخ طه

ليست هناك تعليقات: