عصيٌّ الفهم على عقلك
مبهم الطلاسم والرموز على روحك؟!
هل وقفت يوماً أمام نفسك تبحث عن بقاياك المنسية على رفوف الذاكرة أو في جيوب الأوقات والأمكنة؟!
هناك تماماً أنا!!
في تلك الغياهب الغامضة
حيث لا اعرف مني إلا إسمي ولا يوجد من ملامحي ألا رسمي ..
أحاول أحيانا العودة بأفكاري إلى البدايات من كل شيء بحثاً عن سذاجتي فقد كانت مريحة نوعاً ما..
ربما أحدكم يقول:
"غبية تبحث عن السذاجة"
ولكن بربكم هل جرب أحدكم إحصاء عدد المرات التي تمنى بها لو أنه ساذج؟!!
مثلاً عند الخيبات التي تخلفها الطيبة الزائدة والعفوية المطلقة..
نعم سذاجة كتلك تلزمنا أحيانا لنبقى اقوياء ونحافظ على النقاء الذي نسيته براءة الطفولة بداخلنا..
هناك حيث تبدو شفافية الملامح كالجرم المشهود عند معتنقي سوء الظن..!!
قيل لي ذات مرة حين كنت انظر من حولي بنظرة العفو والمسامحة لمن تعمدوا إيذائي:
" انتِ مسكينة طيبة جدا لدرجة السذاجة تشفقين على من أحرقوا روحك وكأنك تقولين لهم مازلت ابتسم هيا لا تتوقفوا حتى تفنى ابتسامتي)!!
وكنت أقول ليس صحيحا لا يمكن لأحد في هذا الكون ان يتعمد الإيذاء لا شك أبدا أنهم أساؤا دون قصد!
وها أنا الان فاقدة الثقة بكل من حولي وكل ماحولي ،
أنظر احيانا فأرى الشمس مشرقه اكاد لولا إبهارها لعيوني أشك انني وسط ظلام دامس..
اين طيبتي وعفوي وقدرتي على الحب كل الحب دون مقابل؟!
أين تلك الطفلة التي كانت ترفض ان ترحل من بين محطات حياتي؟!
أين أنا مني؟!!
ومن ثم
ننتهي ببطئ
هل سمع احدكم عن شمعة انارت لأكثر من ثلاثين سنة دون ان تنصهر وتتلاشى وتعانق الثرى؟
وشموغ ايامنا وأحلامنا مهما كانت منيرة دون شوائب ستصبح مذابة على صفحات الأحلام بعضها يتخذ وضعية الذكريات وبعضها الأخر يتحول إلى متاعب ومشقات..
وتلك الأخيرة تصبح تماما كبقعة الشمع على ثوب أنفاسنا فهي وإن كانت لا ترى لكنها تتخذ مكاناً واضحاً عند اللمس تبدو أكثر خشونة مهما حاولنا إزالتها فلا سبيل للخلاص منها إلا بالكَيّ!!
وهكذا أرواحنا
لن تتخلص من شوائب المواقف وندبات العمر إلا بكيّها المباشر من نقاط الضعف!!
كم نخطئ التقدير حين نعتقد أن كل مايمر بنا ،يمر ويمضي دون ان يترك أثر والحال ان الاشياء تستهلكنا رويدا رويدا ولا نشعر كيف ولا نعرف من أين تأتينا مبراة الألم لتجعل رؤوسنا أكثر عرضة للتآكل..
وكما الأثواب مهما كانت متينة الاجواخ نقية الألوان تهترئ وتصبح رثّة بالية مع مرور الوقت وهكذا تبلى ارواحنا وتبوخ ملامحنا ونفقد إشارات الحياة التي كانت يوما تعلو الجبين وتنعكس حتى على التفاصيل الدقيقة ..
ربما البعض يظن أن تلك الترهلات البارزة في الروح ماهي الا آثار تقدم العمر ولكن كيف والعمر ربيع والطبقة الخارجية خالية من الشوائب ..
باختصار شديد
هنا يتضح حجم التبذير في استهلاكنا لأنفسنا دون محاولة الادخار منها لأوقات قد تكون أكثر قحط وجفاف من حيث الدقة في التفكير بأنفسنا قبل الوقوع في جب الإحباط..
لينا ناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق