السبت، 30 أكتوبر 2021

مقال تحت عنوان {{اختلاف المستوى الثقافي و الدراسي}} بقلم الكاتب الفلسطيني القدير الأستاذ {{عز الدين حسين أبو صفية}}


هل اختلاف المستوى الثقافي و الدراسي يؤثر على الحياة الزوجية  ؟ ...

سأبدأ  بسؤالي... هل من أحدٍ يُقدم على الزواج من فتاة لا تتواقف صفاتها وامكاناتها الشخصية والعلمية والمستوى الإجتماعي مع إمكاناته الشخصية ؟
فالجواب نعم هناك من يقدمون على زواجٍ من فتيات ليس لديهن مقومات وإمكانيات علمية وخبرات حياتية بعكس ما لدى الرجل ؛ وأن كل ما لديها قد يكون الجمال والمال ، وقد تكون هاتان الصفتان الدافع القوي للبعض للإقدام على الزواج من تلك الفئة من الفتيات أو حتى من النساء ممن يكن قد سبق زواجهن من آخرين إما يكن أرامل أو مطلقات ... ولكن !
ولكن هل لزواج كهذا يمكن له أن يستمر ويصمد أما عواصف النظرة المتذبذبة للرجل عندما يكون قد وصل لمرحلة من التعليم إلى الدرجات العلمية العليا أو المراكز الوظيفية والمناصب الكبيرة بحيث يصبح بذلك ممن يشغلون موقعاً إجتماعياً رفيع المستوى وبذلك ينتقل إلى شريحة اجتماعية تعتبر نفسها شريحة النبلاء وأسياد المجتمع ...  وهنا يبدأ الرجل بالشعور بمركب النقص الذي يشكل مصدر قلقٍ وتوتر لوجود زوجة لديه يُخجله أن تكون رفيقة معه في المناسبات الرسمية والإجتماعية والتي تعج بالشخصيات من رجال وسيدات ذوى مستوى علمي ومناصب ومكانة حياتية ذات مستويات رفيعة.
هنا تبدأ نظرة ذاك الرجل لزوجته نظرة يملؤها الندم والشعور بالتسرع بالزواج من تلك المرأة التي لا تتوافق معه علمياً و ثقافياً وتنمو لديه هواجس الندم و التشويش الذهني و الارتباك في إدارة شؤون حياته الزوجية.. وهنا يبدأ ينمو لديه الشعور بالحاجة لزوجة أخرى تتناسب ومستواه الإجتماعي والمناصب التي يشغلها خاصة في ظل غياب كل الدوافع السابقة لديه عند إقدامه على الزواج من البداية ، فإن كان الدافع هو الحب ، فإن الحب يصبح ضعفاً باهتاً وذاهباً للتلاشي ويبدأ ينموا مكانه التوتر والمشاكل التي حتماً ستؤدي إلى الحقد والكراهية والنتيجة حتميتها الإنفصال..
ولكن ألم يكن من حق الزوجة على زوجها الذي تزوج منها وهو يعلم كل شيء عن إمكانياتها  أليس من حقها عليه أن يكون أكثر وفاءاً لها ويأخذ بيدها لينهض بها ويصعد معها ويوجهها نحو التعلم وتنمية اضطلاعها وثقافتها والدفع بها للوصول للمراكز العلمية والمناصب الوظيفية التي بها يمكنه أن يشعر بالتوافق مع المجتمع وشرائحه المختلفة  يداً بيد مع زوجته شريكته في الحب و التي كانت له سنداً خلال الزواج بجمالها وعمرها ومالها وحبها له. 

د. عز الدين حسين أبو صفية 

ليست هناك تعليقات: