الأحد، 21 نوفمبر 2021

قصيدة تحت عنوان{{لَا تَنْحَنِي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمود درويش داوود}}


لَا تَنْحَنِي فَإِنَّهُ مَا حَلَّ بِالْإِنْسَان ذُلٌّ 
إلَّا عِنْدَمَا تَعْلَّمَ أَنَّ لِلْمَهِينِ إِنْحِنَآءا 
 
لَا تَنْحَنِي وَلَو جَلَدُوكَ أَو ضَرَبُوكَ 
بِالسَّوْطِ أَوْ قَطَّعُوا مِنْكَ الْأَشْلَآء 
 
عِشْ عَزِيزَاً فَإِنَّهَا حَيَاةًٌ وَاحِدَةَّ 
وَمِيتَةَّ وَاحِدَةَّ فَلَا تَمُتْهَا إلَّا كِبْرِيَآءا 
 
لَا تَرْكَنَنَّ إلَى الذُّلّ فَقَبْلَكَ مَنْ رَكَنُوا 
وَدُفِنُوا فَنُسُوا وَلَيْس التَّارِيخُ نَسَّآءا 
 
سَيُوَارِيكَ التُّرَابُ لَكِنَّ ذَكَرَك عَالِيَاً 
تَتَدَارَسُهُ الأرَاعِيلُ صَبَاحَاً وَمَسَآءا 
 
سَيَظُنُّ الْجُبَنَآء أنَّكَ فَنَيْتَت وَلَكِنَّك 
سَتَكُونُ فِي سَمَآءِ الْمَجْدِ عَدَّآءا 
 
اسْأَلِ الْمُخْتَارَ إنْ كُنْتَ لَا تُصَدِّقُنِي 
سَيُجِيبُكَ بِمَا عَلَيْكَ بِهِ اِقْتِدَآءا 
 
وَإِنْ لَمْ يَكْفِكَ الْمُخْتَارُ فَاسْأَل 
الْقَسَّامَ وَكَمْ ظَلَّ يُحارِبُ الْأعْدَآءَ 
 
وَحَسْبُكَ مَا كَانَ مِنْ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ 
فَعِزُّهُ نَفْسِهِ كَانَتْ دَيْنَاً وَوَفَآءا 
 
فَانْزَعْ رِدَآء الذُّلِّ وَاطْرَحْهُ بَعِيدَاً 
وَحَسْبُكَ بِرِدَآء الْعِزَّةِ وَعَظُمَ رِدَآء 
 
فَمَا مَاتَ جَبَانٌ إلَّا بِجُبْنِهِ وَذُلِّه
وَدَعْكَ مِمَّنْ حَرَّفُوا عَنْهُ الْاِدِّعَآء 
 
فَانْثُرْ عَلَى لِسَانِكَ عِزَّةَ نَفْسِكَ 
وَزَكِّهَا بِحَقٍ بِمَا يَخْشَاهُ الْجُبَنَآء 
 
#بقلمي
بعنوان : لا تنحني
محمود درويش داوود 

مصر / قنا 

ليست هناك تعليقات: