الأحد، 5 ديسمبر 2021

قصيدة تحت عنوان{{هنا صبرا}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{اسماعيل عبد الهادي}}


اسماعيل عبد الهادي
في قصيدة  / 
هناااا صبراااااااااااا

هناااا صبرااااا .. 
وشاااتيلاااا
هنا قتلى ااا
هنا جرحى ااا 
هنا جثث
هنا أيلول
هنا بيروت
هنا مخيم الموتى ااا
هنا موت
هنا حزن
ألاااا تدري
أوَ مااا  قرأت عن صبراااا
ألم تسمع بشاتيلاااا  .. 
..  ففي كل زاروب
من زواريب مخيمنا
لنا ألف أحجية
وألف قصة لنا 
و حكاية
ولنا فيه
ألف أهزوجة 
ومأتم
وأغنية
لها ألف  ومعنى
وألف مبنى ومغزى لها
آحاد منها
وما بقي .. أو ظلّ
ماثلة
وعالقة
كنا نعيش
ومثل الخلائق نمضي
راضين بما لناااا
وعندناااا
فأجاءنا الموت خلسة
من دون إذن
ففرّق جمعنا
وشتّت شملنا
فغدونا على الأطلال
نندب مواتنا
من رحلوا
ببكرة
وعشيّا
امساء
وصبحا
ولنا في مخيمنا
نصف ملعب
ومدرسة
على جداراتها .. 
ترى ألف صورة
جلّهم شهداء
وآخرون أسارى
ومفقودون
وجرحى ااا
وثكلى ااا
وأسماء تراها
وتفصيلا وشرحا
هنا ولدوا
هنا لعبوا
هنا أكلوا
هنا شربوا
هنا رقدوا
هنا درسوا
هنا ماتوا
هنا دفنوا
هنا مخيم الشهداء
هنا ..  يافطة عليها
هنا مقبرة
أحزان وأتراح كثيرة
في مخيمنا
حفرتها القلوب
وسجّلتها الذاكرة
يخالطها بكاء ينثال
على الخدود
نهر أجاج كأنه
ودمع سوافك سيّال
وتنهيدة
وحشرجة
ولعثمة ورأرأة
وغصّة
وذكرى
وآها وحزنا
وآلاما وحسرة
تركت في الخدود أودية عميقة
وعلائم لا تزول قطّ
إن عاجلا والله
أو آجلا أبداااا
ومن قال
بأنها تمحى ااا
ومن قال
بأنها تنسى ااا
فهنا الدماء والاشلاء
هنااا  صبراااا
وشاتيلاااا
وما يدريك
مااا صبراااااااا
ألم تر على التلفاز
أكواما من الموتى
ألم تَرَ  ااا مزعا
ألم تر  ااا قطعاااا
فدير ياسين من قبل
ثم صبرا
أمسا مضى ااا
ما زلنا نذكرها
وبينهما في كل يوم
الف و نكبة 
ومجزرة
فمن بين المئة
تسعون قضوا
وماتوا
والبقيّة أحياء
أو جرحى ااا
لا يزيدون عن  ثلاثة
وإن زدت
فأربعة
وألواح من الصفيح والزنك
جعلكها الزمان 
أحناها لناح
وللأخرى ااا 
أمالها
وزادتها القذائف والقنابل
ألف ثقب وثقب
وطعجة
ترينها في الصيف
كمرجل تغلي سقوفها
والأرض كالرّمضاء فيها
قاسية و حرّى ااا
وفي الشتاء .. 
لكأنما قرباً من السماء 
تنهمر
و الماء على الساكنين
يصبّ من فوق رؤوسهم
صبّا
ومياه آسنة
تجري في أزقّته
ومجارٍ غدت سوداء
كالليل البهيم
كأنها .. عتمة
وفي كل زاروب
عندنا بركة
من ماء ودم
وفي نواصيه
ترى ااا حفرااا
منها ألف معوجّة
وأخرى ااا
عميقة وممتدّة
ورائحة الموت
من هناك تنبعث
لكلبٍ تضوّر جوعا
فمات
لم يجد الكلب
ما يسدّ طواه
لا لحمة
ولا عظمة
والعطاش
قد أعياه
فلم يجد الإدام
كي يسدّ ظميئته
وبعضا من جوعه يسكت
ولم يجد لبنا
ولم يجد شربااا
ولم يجد الكلب خشاشا
يأكله ليحيا
ولا شرابا
ليبقى ااا
ورؤوس تدهدأت ملقاة
وأياد مقطوعة
وسيقان مبتورة
وعيون قد فقئت
ومزعات لحم تشظّت
وعظاما ترى ااا
وأصابعاااا
فأين تسير
ترى ااا جثثاااا
أنصافا
وأرباعا
وإن تدعس .. 
على الموتى ااا
حتى الأجنّة
ما سلموا
فماتوا مرتين
أولاهما
بعد أن جف الحليب
من أثداء أمهاتهم
فجاعوا
وتاليه أو ثانيه
تقطيعهم إرباااا .. 
من هؤلاء الجند
الذين أجاءونا بعتمتنا
وماااا جريرتناااا يا صاحبي
ومااا ذنبناااا
يا رب هذا حالنا
وهذا مآلناااا
لك نشكو أمرناااا
فلا تخيّب يا رب
رجاءنا
ولا تردّناااا
فالأيام متشابهات
والأحداث .. 
صنوان مثلها
فخلّصنا يا رب
من وعثائنا
وردّنا إليك يا الله
وردّ إلينا أقصانا
ومسرى ااا حبيبنا

ونبينا ااا .. 

ليست هناك تعليقات: