قصة
بعنوان .. ( لحظة ضعف )
الجزء الأول
كل ما يحيط بذلك الرجل كان لا يعنيه .. ؟
لا يشبهه لا يشعر بالإنتماء إليه ، كان مقتنع بأن كل ما حوله مقنع ، قد يكون
على خطأ ، لكنه كان على يقين بأن إحساسه صادق ، و لم يخدعه في أي يوم من الأيام ..
لذلك إتخذ قرار الإكتفاء بالذات ، هجر كل شيء ..
خرج من تلك المدينة التي لا تنام قاصدا
كوخا يعتلي قمة تلة متوسطة الإرتفاع
تطل على أرض مفتوحة ، كان ذلك الكوخ
قد ورثه عن والده وتحيط فيه بستان كانت عامرة بعهد أبيه ..
دخل الكوخ الخشبي ، كل شيء مغطى بالغبار ، وبصمات والده مازالت واضحة على كل تفاصيله .. فتح النافذة الصغيرة ليغير جو الكوخ المغبر ..
عمل بجد كبير على تنظيفه ، وبعد عدة ساعات ، عادت الحياة للكوخ العتيق ..
وضع القطع الخشبية التي كان والده قد قطعها بيده بداخل المدفئة المتأصلة بجدار الكوخ ، بدأت الأخشاب بالأحتراق والدخان تصاعد من تلك المدخنة التي إشتاقت للدفء و لتطاي الدخان من فوهتها ..
بدأت مراسيم تسليم رآية التسيد .. ؟
أخر لحظات النور تسلم الرآية لليل
ساد الظلام ، و عم سكون غريب ، شعر
بأنه سلطان زمانه ، أرض مفتوحة على البصر وتلة يعتلها كوخه ، وكأنه قصر
ذو أسوار ..
تناول عشاءه ، و شرب كوبا من الشاي
جلس على كرسيه الهزاز أمام المدفئة
أشعل سيجارة ، و أخذ رواية كان قد إشتراها من إحدى المكتبات لكاتب مغمور
قرأ عنوان الرواية ( لحظة ضعف ) ..
بدأ بالقراءة ، و مع أول سطر ، دقت أجراس أعياد الميلاد ، وبدأت السماء ، تحتفل ..
الثلج يتساقط ، نهض من مكانه ، نظر من نافذة الكوخ ، الأرض إكتست بالبياض وإرتدت معطفها الثلجي ، عاد لكرسيه و لروايته ، التي شدته أحداثها بقوة ، تفاعل معها ، و سرح معها ، و غاص عميقا بأحداثها ، ف أشعل سيجارة أخرى ، شعر و كأن الرواية تتكلم عنه ، و لم ينتبه لتضاءل حجم السيجارة .. ؟
هي تحرق ذاتها بجمرها ، إستمر بالقراءة و بشغف كبير ، الى حرق جمر سيجارته أصابعه فرماها متألما ، لكنه لم يكترث لأمر أصابعه كثيرا ..
عاد ليواصل القراءة ..
كان الجو رائع ، والهدوء ساعده على التأمل ، كل ما حوله ساكن ، فقط أنفاسه
و صوت إحتراق الأخشاب ، هما من تسيدا
الكوخ ، و فجأة عصفور الساعة القديمة
يفتح بابه ليخرج مغردا ، معلنا عن ان الساعة الآن العاشرة مساءا ..
شعر بالجوع ، وضع إبريق الشاي على جمر المدفئة ، وأحضر كعك ، ثم ذهب للنافذة لينظر للخارج ، الثلج مازال يتساقط و بكثافة ، أكل و شرب ، ثم عاد لروايته
ليعاود عصفور الساعة الكرة ، الساعة الآن الحادية عشر مساءا ..
مزق كل ما هو فيه صوت
طرقات على باب الكوخه ..
إرتعب الرجل ، عقد لسانه ، كان خائف جدا ..
تكررت الطرقات ، و مع كل طرقة جديدة كانت تضعف عن ما سبقتها .. ؟
إستجمع قواه ، و قرر المواجهة ..
من الطارق .. ؟
لم يجبه أحد .. !
توقف الطارق عن الطرق
هذا الأمر أدخله بدوامة الرعب ..
من الطارق .. ؟
لا أحد .. صمت مريب .. !
إتخذ قراره بفتح الباب ..
توجه نحو الباب ، و مع كل خطوة
تزاد مخاوفه ، أمسك بمقبض الباب
وبصوت مرتجف قال .. ؟
من الطارق .. ؟
لكن لاجواب .. !
فتح باب الكوخ ببطء ..
و على مستوى البصر لم يرى أي أحد .. !
نظر للأسفل أمام الباب .. صرخ
يا الله ما هذا ، رحماك ربي
يتبع
جاسم الشهواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق