السبت، 22 يناير 2022

ج(الأول) من قصة {{نافذة العشق}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{محمد الدالي}}

 

الجزء الاول من قصتي.( نافذة العشق )
..
.
قررنا أنا وعائلتي بيع منزلنا وشراء شقة سكنية بإحدى المناطق الراقية.لكي أكون قريب من موقع العمل الخاص بي.
حيث أنني الأبن الوحيد لأبي وأمي اللذان قاربا سن الستين.
مع أن حالتنا في مستوى متوسط.لكنهم ضحوا من أجل راحتي بمنزلهم وذكرياتهم. وجدوا أنني أحببت هذا المكان.
فأحبوا ما أحببت.ومرت ثلاثة أشهر علينا حتى بدأنا التعود على المكان والتأقلم على ما حولنا.
وفي يوم من الايام.أيقظتني أمي للذهاب للعمل. كانت عادتي 
إنتظار رؤية الشمس وهي تشرق نحو نافذة المنزل.كان منظر بديع حقا. حين تخرج الشمس من فوق الوحدات السكنية وترسل أشعتها نحو المنزل.
وأخيراً  أشرقت شمس الصباح وأشرقت حياتي معاها.
حين توجهت لنافذتي لأرى أجمل ما رأت عيني منذ ولادتي
وحتى بلغت الثلاثين من العمر. إنها أجمل نساء الأرض بالنسبة لي.إنها  جارتي سلطانة النساء في عيني. تقطن في المنزل المقابل لمنزلي. يفوح عبق جمالها كأنه أكسجين.تستنشقه كل كائنات الأرض. حاولت بكل طاقتي.أن لا أنظر إليها. لكن كان هناك شيئ يجبر إحساسي بإعطاء الأمر لعيني أن لا تتحرك ولو رمشة عين. إنتبهت لنظراتي فأغلقت نافذتها خجلاً مني. قضيت باقي اليوم في المنزل لكي أراها ثانية. تركت العمل وكل شيئ وكل تفكير عقلي هي فقط .وكل 
إحساسي هي فقط .وكيف لي أن آراها مرة ثانية.لدرجة أني 
كنت واقف أمام النافذة طوال الوقت.لا أبالي من تعب الوقوف.بل أبالي من إحساسي الذي يثور داخلي من شدة اللهفة لرؤيتها.مرت صباحات وأمسيات على هذا الحال.
حتى في العمل كنت أفكر بها.وكل همي أن أتقرب منها.
ولا أحد في المنزل من عائلتي يدرى ما بي ولماذا أتردد على هذه النافذة بإستمرار.حتى انا كنت أسأل نفسي ما هذا الشعور الغريب الذي تحكم بكل حواسي. وبعد مرور مدة قدرها خمسة عشر يوماً. إستيقظت للذهاب إلى عملي كالعادة.
كنت أعمل بفندق كومفورت أوتيل. كنادل لتقديم المأكولات والمشروبات.بعد كل يوم من العمل الشاق .كنت أكرر عادتي اليومية الوقوف أمام النافذة.حتى جائت في عقلي فكرة .بأن أذهب لحارس منزلها وأسأله من يسكن هناك. لكي أعرف من هي.لكن خابت فكرتي .فحين ذهبت للحارس لسؤاله.قال لي 
من أنت ولماذا تسأل. فقلت له مجرد سؤال وعرفته بنفسي بأنني أسكن أمامه في هذا العقار وأنني جديد في المنطقة وأود التعرف على من حولي. قال لي هذا الشيئ يرجع لجيرانك هم من يقررون التعرف عليك أم لا .فأنا مجرد حارس ولا يصح لي ذلك. فقررت الذهاب وعدم النقاش معه أكثر من ذلك. وفعلاً ذهبت من أمامه.
كانت لدي هواية الكتابة .بدأت أتأملها واكتب كل ليلة ما أشعر به. لدرجة أني كتبت أكثر من مائة صفحة ولم أراها منذ ذاك الصباح.
مرت شهور على هذا الحال ولم تجيب ندائات أشواقي.حتى نافذتها هي الآخرى أقسمت أن لا تدعني آرائها. 
وذات يوم في عملي بينما أقدم مشروب لأحد الجالسين.
رأيت بعض السيدات يجلسن على الطاولة التي بجواري.
فذهبت نحوهن وبصوت راقي قلت لهن .تفضلن.
وعيني نحو الأرض إحتراما لهن ولي .وبينما هن يتحدثن.سمعت سيدة منهن تقول أنت شخص محترم جداً .
فعلاً أنت للرقي عنوان.قلت لها شكراً .قالت أريد هذا المشروب 
وكل واحدة منهن إختارت مشروب لها.
وعند ذهابي لإحضار المشروبات.لمحت عيني بينهم سيدة ترتدي أزرق كأنه مجرة  بكواكبها وأقمارها ونجومها قد أضاءت قلبي وروحي وجميع ما حولي .
إنها هي السيدة التي رأيتها من نافذة منزلي.
بدأ قلبي يرفرف مثل العصفور الفرح بطيرانه لأول مرة في الهواء. مرتبك بعض الشيء ويظهر على وجهي هذا الإرتباك.
لكن كان لا بد أن أذهب .كي لا أحد منهن يلاحظ وجهي وعلامات الفرح الصامت ونظراتي لها .
وبعد معركة مع الإرتباك. إنتصرت بعض الوقت عليه وذهبت وأحضرت المشروبات لهن. لكن الإرتباك أعاد تنظيم صفوفه.
وبدأ في شن الهجوم نحو جسدي. وحين وقفت أمام الطاولة.
بدأت في تقديم المشروبات لكن عيني على ذاك الوجه المنير.
قالت إحداهن شكراً .لكن لا أهتم لحديثها .قالت مرة أخرى شكراً لك.لكن دون جدوى لن تجد رد مني سوى الصمت.والنظر نحو صديقتها بطريقة غير لائقة بنادل .
ثم لمستني في زراعي وقالت. أنت ما بك. تفضل شكراً لك.
حينها إستوعبت الأمر وذهبت لكن رأيتهن يضحكن على طريقتي ونظراتي لهذه السيدة وسمعت إحدى أصدقائها تقول لها هل تعرفينه.ردت بحرفين فقط لا.
راقبت الطاولة من مكان مناسب حتى لا أجذب إنتباه أحد منهن. مرت نصف ساعة وغادرن جميعهن الطاولة. متوجهن لباب الفندق. كان باقي على دوامي في العمل أكثر من ساعة.توجهت نحو مديري في العمل وأخذت  منه تصريح بالخروج قبل الدوام لظروف خاصة بي. وفعلاً سمح لي  خرجت مسرعاً ورائهن لكي ألحق بهن. لكن قد فات الأوان .ولم آرها فقد تأخرت حتى خرجت. 
عاتبت نفسي كثيراً على الفرصة التي ضاعت من بين يدي.
كيف لي أتركها تذهب بدون أن أتعرف عليها. 
ذهبت في طريقي إلى المنزل والشوق يسبقني لنافذتي المحبوبة ولدي أمل  في أن آراها .لكن مر اليوم ودفن الأمل كباقي الأمال التي سبقته في الموت.
ولأن دائماً كان يولد إمل  جديد .فكنت لا أيأس أبدأ.

✍️
السيد محمد الدالي

ليست هناك تعليقات: